السبت، 26 يونيو 2010

إلي التوحيد من جديد (1)

إلي التوحيد من جديد (1)

مسئلة : إثارة النقاش حول الصفات الإلهية

قراءة في فقه الإمام المجدد محمد بن عبدالوهاب رحمه الله في الدعوة إلي التوحيد

- الوحى بشقيه-القرآن الكريم والسنة النبوية- هو الوسيلة الوحيدة للوصول إلي معرفة الله عز وجل ذاتا وأسماءا وصفاتا،ولم ولن يتأتى لأحد مهما كان أن يجتهد أو يناقش فيها،بل يقابل النص بالإيمان والتعظيم.

- والحديث حول أسماء الله وصفاته يأخذ بلب الموحد،ويثمر بقلبه أنواع من العبادات القلبية مما يؤدي إلي الشعور بالقرب والسعي في مراضي الرب جل وعلا، وأحوال السلف في مشاهد التعظيم والخشية والرجاء والحب تشهد لذلك ،هذا مع ما يجتنف حديثهم من الأدب والتزام جانب التعظيم،وهذا ظاهر جلي لكل ذي بصر وبصيرة،وقد تكلم على ذلك الإمام ابن عبد السلام و ابن القيم رحمهما الله وغيرهما في كتبهم.

- وهنا ملاحظات:

- إن العلوم الشرعية من فقه وحديث بل حتى علوم القرآن الكريم وغيرها إلا ولها أصول وقواعد كأصول الفقه والقواعد الفقهية بالنسبة للفقه ،وأصول الحديث أو علم مصطلح الحديث بالنسبة للحديث،والقرآن الكريم له علوم القرآن فالتلاوة لها علم التجويد وعلوم القراءات ،وعلم التفسير له أصول التفسير وغيرها.عدا التوحيد والإيمان فقواعده وأصوله هي القرآن الكريم ذاته والسنة النبوية نفسها ومعرفة دلالة الألفاظ العربية والفطرة المستقيمة السوية.وكل القواعد والأصول تذكر في مجال الرد لا مجال التأسيس والبناء إلا قواعد تعدّ على أصابع اليد الواحدة وهي قواعد قرآنية أو نبوية أساسًا.

- لا يُعرف بين السلف الأول لاسيما قرن الصحابة والتابعين أيّ خلاف على مسألة من مسائل التوحيد والاعتقاد ،وإنما نجد الخلاف في الفقه والتفسير وغيرها.أما الخلاف الناشئ في عهدهم فهو خلاف من لم يتبع طريقتهم في التلقي والاستدلال ممن نابذوا الصحابة ش والتابعين رحمهم الله.

- آيات وأحاديث الصفات قد تدخل بوجه من باب المتشابهات،وهو الكيفية كسائر أمور الغيب، فعن ابن عباس رضي الله عنهما : " أنه رأى رجلا انتفض لما سمع حديثا عن النبي صلى الله عليه وسلم في الصفات استنكارا لذلك ، فقال : ما فرق هؤلاء ، يجدون رقة عند محكمه ، ويهلكون عند متشابهه ؟ أخرجه عبد الرزاق في المصنف (20895) ، وابن أبي عاصم في السنة (485) وصححه الألباني في ظلال الجنة.

قال ابن كثير رحمه الله :(يخبر تعالى أن في القرآن آيات محكمات هن أم الكتاب، أي: بينات واضحات الدلالة، لا التباس فيها على أحد من الناس، ومنه آيات أخر فيها اشتباه في الدلالة على كثير من الناس أو بعضهم، فمن ردّ ما اشتبه عليه إلى الواضح منه، وحكم محكمه على متشابهه عنده، فقد اهتدى. ومن عكس انعكس؛ ولهذا قال تعالى: { هُوَ الَّذِي أَنزلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ } أي: أصله الذي يرجع إليه عند الاشتباه { وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ } أي: تحتمل دلالتها موافقة المحكم، وقد تحتمل شيئًا آخر من حيث اللفظ والتركيب، لا من حيث المراد......ثم ذكر أقوال السلف في ذلك ثم قال :وأحسن ما قيل فيه الذي قدمناه، وهو الذي نص عليه محمد بن إسحاق بن يسار، رحمه الله، حيث قال: { مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ } فيهن حجة الرب، وعصمة العباد، ودفع الخصوم والباطل، ليس لهن تصريف ولا تحريف عما وضعن عليه.

قال: والمتشابهات في الصدق، لهن تصريف وتحريف وتأويل، ابتلى الله فيهن العباد، كما ابتلاهم في الحلال والحرام ألا يصرفن إلى الباطل، ولا يحرّفن عن الحق.)تفسير ابن كثير [جـ2 /صـ6: 8]بتصرف.

إذ المراد في مسائل الغيب ومنها الصفات التصديق لا التصور،إذ التصديق يكون مطابقا لعمل الراسخين في العلم {وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ} [آل عمران: 7]،وفي المقابل أولئك الذين ابتغوا الفتنة {فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ} [آل عمران: 7]،بل في حديث الإمام أحمد عن عائشة، رضي الله عنها، قالت: تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم: { هُوَ الَّذِي أَنزلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ [هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ ] (1) } إلى قوله: { وَمَا يَذَّكَّرُ إِلا أُولُو الألْبَابِ } قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "فإذا رأيتَ الذين يتَّبِعُون ما تشابه منه فأولئك الذين سَمَّى اللهُ فَاحْذَرُوهُمْ" متفق عليه واللفظ للبخاري .

لذا من فقه الشيخ المجدد محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى – مجدد دعوة التوحيد –

في كتابه القيم (كتاب التوحيد) كيف عالج مسئلة الصفات فمثلا :

-" باب من جحد شيئا من الأسماء والصفات "

وقول الله تعالى : { وَهُمْ يَكْفُرُونَ بِالرَّحْمَنِ قُلْ هُوَ رَبِّي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ مَتَابِ } [ الرعد : 30 ] .

وفي صحيح البخاري قال علي : " حدثوا الناس بما يعرفون ، أتريدون أن يكذب الله ورسوله ؟! " .

وروى عبد الرزاق عن معمر عن ابن طاوس ، عن أبيه ، عن ابن عباس رضي الله عنهما : " أنه رأى رجلا انتفض لما سمع حديثا عن النبي صلى الله عليه وسلم في الصفات استنكارا لذلك ، فقال : ما فرق هؤلاء ، يجدون رقة عند محكمه ، ويهلكون عند متشابهه ؟ " . انتهى .

ولما سمعت قريش رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكر الرحمن أنكروا ذلك ، فأنزل الله فيهم : { وَهُمْ يَكْفُرُونَ بِالرَّحْمَنِ } .

فيه مسائل :

الأولى : عدم الإيمان بجحد شيء من الأسماء والصفات .

الثانية : تفسير آية الرعد .

الثالثة : ترك التحديث بما لا يفهم السامع .

- باب احترام أسماء الله تعالى ، وتغيير الاسم لأجل ذلك.

- باب قول الله تعالى{ وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ } [ الأعراف : 180 ] .

- باب ما جاء في قول الله تعالى{ وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ } [ الزمر : 67 ]

في شرح الشيح العثيمين رحمه الله (قوله في أثر على رضي الله عنه : " حدثوا الناس " .

مناسبة هذا الأثر لباب الصفات :

مناسبته ظاهرة ، لأن بعض الصفات لا تحتملها أفهام العامة فيمكن إذا حدثتهم بها كان لذلك أثر سيئ عليهم ، كحديث النزول إلى السماء الدنيا مع ثبوت العلو، فلو حَدّثت العاميّ بأنه نفسه ينزل إلى السماء الدنيا مع علوه على عرشفه، فقد يفهم أنه إذا أنزل؛ صارت السماوات فوقه وصار العرش خالياً منه، وحينئذ لا بد في هذا من حديث تبلغه عقولهم فَتُبين لهم أن الله عز وجل ينزل نزولاً لا يماثله نزول المخلوقين مع علوه على عرشه، وأنه لكمال فضله ورحمته يقول: "من يدعوني فأستجيب له.." الحديث. والعامي يكفيه أن يتصور مطلق المعنى ، وأن المراد بذلك بيان فضل الله عز وجل في هذه الساعة من الليل. وَرَوَى عبد الرزاق ، عن معمر ، عن ابن طاووس ، عن أبيه ، عن ابن عباس : " أنه رأى رجلاً انتفض لما سمع حديثاً عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في الصفات ، استنكار لذلك ، فقال : ما فرق هؤلاء ؟ يجدون رقة عند محكمة ، ويهلكون عند متشابهة ؟ ! " انتهي .

قوله في أثر ابن عباس : " انتفض " . أي اهتز جسمه ، والرجل مبهم ، والصفة التي حُدث بها لم تبين ، وبيان ذلك ليس مهماً ، وهذا الرجل انتفض استنكاراً لهذه الصفة لا تعظيماً لله ، وهذا أمر عظيم صعب ، لأن الواجب على المرء إذا صح عنده شيء عن الله ورسوله أن يقر به ويصدق ليكون طريقه طريق الراسخين في العلم حتى وإن لم يسمعه من قبل أو يتصوره .

قوله : " ما فرق " . فيها : ثلاث روايات :" فرَقُ " ، بفتح الراء ، وضم القاف ." فرَّق " ، بفتح الراء مشددة وفتح القاف ." فرَقَ " ، بفتح الراء مخففة ، وفتح القاف .فعلى رواية " فرق " تكون " ما " استفهامية مبتدأ ، و" فرق " : خبر المبتدأ أي : ما خوف هؤلاء من إثبات الصفة التي تليت عليهم وبلغتهم ، لماذا لا يثبتونها لله عز وجل كما أثبتها الله لنفسه وأثبتا له رسوله ؟ وهذا ينصب تماماً على أهل التعطيل والتحريف الذين ينكرون الصفات ، فما الذي يخوفهم من إثباتها والله تعالى قد أثبتها لنفسه ؟

وعلي رواية " فرق " أو " فرق " تكون فعلاً ماضياً بمعني ما فرقهم ، كقوله تعالى : { وقرآناً فرقناه } [ الإسراء : 106] ، أي : فرقناه . و" ما " يحتمل أن تكون نافية ، والمعنى : ما فرق هؤلاء بين الحق والباطل ، فجعلوا هذا من المتشابه وأنكروه ولم يحملوه على المحكم ، ويحتمل أن تكون استفهامية والمعني : أي شيء فرقهم فجعلهم يؤمنون بالمحكم ويهلكون عند المتشابه ؟

قوله : " يجدون رقة عند محكمة " . الرقة : اللين والقبول ، و " محكمه " ، أي : محكم القرآن . قوله : " ويهلكون عند متشابه " . أي : متشابه القرآن .

والمحكم الذي اتضح معناه وتبين ، والمتشابه هو الذي يخفي معناه ، فلا يعلمه الناس ، وهذا إذا جمع بين المحكم والمتشابه ، وأما إذا ذكر المحكم مفرداً دون المتشابه ، فمعناه المتقن الذي ليس فيه خلل : لا كذب في أخباره ، ولا جور في أحكامه ، قال تعالى : { وتمت كلمة ربك صدقاً وعدلاً } [الأنعام : 115] ، وقد ذكر الله الإحكام في القرآن دون المتشابه ، وذلك مثل قوله تعالى : { تلك آيات الكتاب الحكيم } [ يونس : 1 ] ، وقال تعالى : { كتاب أحكمت آياته } [ هود : 1].

وإذا ذكر المتشابه دون المحكم صار المعنى أنه يشبه بعضه بعضاً في جودته وكماله ، ويصدق بعضه بعضاً ولا يتناقض ، قال تعالى { الله نزل أحسن الحديث كتاباً متشابهاً مثاني } [ الزمر : 23] ، والتشابه نوعان : تشابه نسبي ، وتشابه مطلق .

والفرق بينهما : أن المطلق يخفى على كل أحد ، والنسبي يخفي على أحد دون أحد ، وبناء على هذا التقسيم ينبني الوقف في قوله تعالى : { وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم } [ آل عمران : 7 ] فعلى الوقوف على ( إلا الله ) يكون المراد بالمتشابه المطلق ، وعلى الوصل ( إلا الله والراسخون في العلم ) يكون المراد بالمتشابه المتشابه النسبي ، وللسلف في ذلك قولان :

القول الأول : الوقف على ( إلا الله ) ، وعليه أكثر السلف ، وعلى هذا ، فالمراد بالمتشابه المتشابه المطلق الذي لا يعلمه إلا الله ، وذلك مثل كيفية وحقائق صفات الله ، وحقائق ما أخبر الله به من نعيم الجنة وعذاب النار ، قال الله تعالى في نعيم الجنة : { فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين } [ السجدة : 17 ] ، أي : لا تعلم حقائق ذلك ، ولذلك قال ابن عباس : " ليس في الجنة شيء مما في الدنيا إلا الأسماء ".

والقول الثاني : الوصل ، فيقرأ : ( إلا الله والراسخون في العلم ) ، وعلى هذا، فالمراد بالمتشابه المتشابه النسبي ، وهذا يعلمه الراسخون في العلم ويكون عند غيرهم متشابهاً ، ولهذا يروي عن ابن عباس ، أنه قال : " أنا من الراسخين في العلم الذي يعلمون تأويله " (1). ولم يقل هذا مدحاً لنفسه أو ثناء عليها ، ولكن ليعلم الناس أنه ليس في كتاب الله شيء لا يعرف معناه ، فالقرآن معانيه بينة ، لكن بعض القرآن يشتبه على ناس دون آخرين حتى العلماء الراسخون في العلم يختلفون في معنى القرآن ، وهذا يدل على أنه خفي على بعضهم ، والصواب بلا شك مع أحدهم إذا كان اختلافهم اختلاف تضاد لا تنوع ، أما إذا كانت الآية تحتمل المعنيين جميعاً بلا منافاة ولا مرجح لأحدهما ، فإنها تحمل عليهما جميعاً .

وبعض أهل العلم يظنون أن في القرآن ما لا يمكن الوصول إلى معناه ، فيكون من المتشابه المطلق ، ويحملون آيات الصفات على ذلك ، وهذا من الخطأ العظيم ، إذ ليس من المعقول أن يقول الله تعالى : { كتاب أنزلناه مبارك ليدبروا آياته } [ ص: 29] ، ثم تستثني الصفات وهي أعظم وأشرف موضوعاً وأكثر من آيات الأحكام ، ولو قلنا بهذا القول ، لكان مقتضاه أن أشرف ما في القرآن موضوعاً يكون خفياً ، ويكون معنى قوله تعالى : ( ليدبوا آياته ) ، أي : آيات الأحكام فقط ، وهذا غير معقول ، بل جميع القرآن يفهم معناه ، إذا لا يمكن أن تكون هذه الأمة من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى آخرها لا تفهم معني القرآن ، وعلي رأيهم يكون الرسول - صلى الله عليه وسلم - وأبو بكر وعمر وجميع الصحابة يقرؤون آيات الصفات وهم لا يفهمون معناها ، بل هي عندهم بمنزلة الحروف الهجائية أ ، ب ، ت .. والصواب أنه ليس في القرآن شيء متشابه على جميع الناس من حيث المعنى ، ولكن الخطأ في الفهم .

فقد يقصر الفهم عن إدراك المعني أو يفهمه على معنى خطأ ، وأما بالنسبة للحقائق ، فما أخبر الله به من أمر الغيب ، فمتشابه على جميع الناس .القول المفيد على كتاب التوحيد [2 /138]بتصرف.

فوائد هامة :

1- كيف تعامل المجدد رحمه الله مع هذه القضية الحساسة بمنتهى الحكمة دون أن يناصب علماء عصره العداء مع إدراكه أن أغلبهم أشاعرة،لذا كانت التعامل بهذ الصورة السامقة.

2- هنا لفتة مهمة وهى ترتيب المهام وأولويات فالذى يموت وهو يعتقد في قبر أو وثن يموت كافرا مشركا،وأما الذى يموت على معتقد الأشاعرة أو الماتردية ندعو الله عز وجل له بالرحمه ولا زال أهل العلم يدعون للعلماء السابقين بالرحمة والمغفرة عن زلات من مثل ذلك.

3- مدى قراءة الإمام المجدد رحمه الله لواقعه وعصره،وكيفية استدلاله على علماء عصره ومحجاتهم في أكبر القضايا وهى توحيد القصد والإرادة (العبادة -الألوهية)،سواء كان نقضه لأوثان العبادة كالدعاء والنذر والطواف وغيرها أنظر (باب ما جاء في التغليظ فيمن عبد الله عند قبر رجل صالح فكيف إذا عبده - باب ما جاء في أن الغلو في قبور الصالحين يصيرها أوثانا تعبد من دون الله- فهل نسكت عمن يعبد هذه الأوثان،ونسكت عمن يُواليهم ومن يدافع عنها ويتخذهم أعوانا بل يدفع بهم لضرب دعاة التوحيد - أنظر الصلات الآثمة بين الغرب والتصوف،وبين التصوف والطواغيت)،أو هدمه أوثان العبادة في الحكم بغير ما أنزل الله،وتحاكمهم إلي التقاليد والعادة وكل ما خالف شرع الله أنظر (باب من أطاع العلماء والأمراء في تحريم ما أحل الله أو تحليل ما حرمه فقد اتخذهم أربابا من دون الله)- فما بالنا بأحكام الكفار فرنسية كانت أو إنجليزية ألا يكفي تنحية الشريعة ومشابهة الكفار،فضاع الشرع ،وضاعت معانى الولاء والبراء.

4- سؤال لماذا كل هذه الجهود المبذولة للرد على الأشاعرة والماتردية ؟!،وترك القضية التي يمكن أن تكون سببًا لدعوة هؤلاء،واستجابتهم لدعوة التوحيد ألا وهي نقاء التوحيد والتعبد لله بمقتضى أسمائه وصفاته،وإبراز قضية توحيد العبادة والإلحاح على ذلك،وجعل ذلك استراتيجة للمواجهة كما هو الحال في دعوة الرسل عليهم السلام ،ثم إذا هدمنا هذه الأوثان يسهل إن شاء الله تلقى المنهج كاملا.

5- الملاحظ أن هذه القضايا الكثيرة المتناثرة أثرت على جهود الجميع بل عصفت بأحلام الكثيرين،لو ركزنا على تطهير مساجدنا من البدع الشركية والبدع الطرقية وغيرها،لكان هذا سببا وسبيلا إلي صلاح الأرض كلها ،إن الله عز وجل يغار أن تنتهك محارمه،فما بالنا بالشرك يقع في أحب البقاع إليه في بيوته،لابد وأن يرتعد بدنك،ويرتجف قلبك،وتدمع عينك،وأنت ترى بيوت الله، ومنائر التوحيد قد صارت إلي ما ترى وتعرف.

6- التركيز في التعامل مع آيات وأحاديث الصفات يكون على الجانب التعبدي ،لأن الكثير من عموم أهل الإسلام لا يعرف من هم الأشاعرة ولاالماتردية،فضلا عن المعتزلة وغيرهم،وتغليب التفقه في الأسماء ليس معناه الإمعان في تدريس الإختلاف،وثم لو تذكرنا التعريج على المسائل التعبدية وإنا لله وإنا إليه راجعون.

7- تنبيه مهم : المقصود بذلك أن ينتبه الدعاة والعلماء في الدول والتجمعات ذات الإتجاه الصوفي والقبوري إلي القضايا الكلية وتوجيه الناس إليها ،وسؤال هل أفرد شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب مسئلة الصفات الإلهية بمصنف خاص ؟ولست أتكلم على علماء نجد قاطبة بل حديث على مهد الدعوة وبدايتها ومقصدي تصانيف الإمام المجدد الذى حارب الوثنية والقبورية ،وما أظنه إلا من عظيم فقه الأولويات عنده رحمه الله تعالى

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق