الأربعاء، 28 ديسمبر 2011

رسائل إلى من أحب( 1)


رسالة إلى من أحب:
اعلم –بارك الله فيك-أن:
§ (( التكريمالأول : تكريم { إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً} [البقرة: 30].
§ والعلم الأول: علم {وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا } [البقرة: 31].
§ والاحتفاء الأول: احتفاء {وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا } [البقرة: 34].
§ والعدو الأول: عدو {إِنَّ هَذَا عَدُوٌّ لَكَ وَلِزَوْجِكَ فَلَا يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقَى }[طه: 117].
§ والوطن الأول: وطن {وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ } [البقرة: 35].
§ والعهد الأول :عهد {وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا } [الأعراف: 172].
§ والأمر الأول :اقرأ {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ} [العلق: 1].
§ والنداء الأول : {يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ (1) قُمْ فَأَنْذِرْ (2) وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ (3)} [المدثر: 1 - 3]।
§ فمن لب النداء وترك الدثر وقام بواجب الدعوة بشيرا ونذيرا وعظّم الرب صغر في عينه كل باطل مما انتفش ،وعمل بالأمر فقرأ وجعل
قرائته منهج حياة يعيشه فقرائتنا غير قراءة غيرنا فقرائتنا قراءة بناء وثقافة رقى وعمل يومي،ووفى بالعهد فعمل بلا إله إلا الله والتجأ إلي مولاه فمهما حاول الباطل صده أو تثبيطه فهو في خندق التوحيد يجاهده ويرفع كفه يستغيث ربه أن يثبت قلبه على دينه،وحارب العدو فما استكان ولا لان بل بالعداء باغته وبالبغضاء بادئه ،واستحق الاحتفاء من ملائكة السماء ويباهى به مولاه ملائكته فيا عز العبودية تاجا على
الرؤس وتحية من الملك القدوس،وكان أهلا للعلم فما من كرامة إلا به فكان من أصحاب التكريم الأول بولايته لربه فكان خليفة في أرض الله على منهج الله متبعا رسل الله عليهم السلام،وعاد به الحنين إلي موطنه الأول في زمرة عباده المتقين {وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ (73) وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا الْأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشَاءُ فَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ (74) } [الزمر: 73، 74].)).

علمنى التاريخ


علمنى التاريخ
علمنى التاريخ أنه يُكتب عن الملوك لا عن المملوك.
علمنى التاريخ أن الناس فيه مجرد كمبارس
أو كعمال التراحيل بلا عقد ولا نقد.
فلا تُكتب أسمائهم على الحوائط أو أفيشات المشاهد
أو يُصرف لهم معاش إن أحدهم عاش،
وإن مَرِضَ فلا يقرب الإنعاش
فقد أرفقوا في مهده للحده أوراقه كلها
شهادة الميلاد بالوفاة
وشهادة التطعيم منذ كان صغيرا بشهادة التعليم
وشهادة التجنيد بشهادة التعين أقصد التعبيد
ثم أكتشفوا أن وجوده كذبة
فشهادة ميلاده مزورة
لم يُثْبَتْ عليها تاريخ وخاتم النسر لأن يومها نسى الموظف ذلك
لذا استثناءهم التاريخ فلم يذكرهم
كذلك
فالناس في تاريخنا ديكورات بالية في أرض المهالك.
فلا تُعرف لحياتهم قيمة فهم فيها هوالك
ولا تُعرف قبورهم حتى بالشواهدِ
يأتي عليهم بالجشع ألف عادٍ بالمراقص والنوادي.
وعلمنى التاريخ أيضاً أنه يُكتب للملوك والممالك.
فللأرض عندنا الف قيمة ولزارعها الحسرة واللطيمة
لا تأكل من زرعك فالأرض ومن فيها والممالك
للسلطان وأهله وحاشيته وجاريته.......ومثل ذلك
من تكون حتى تسلك تلك المسالك.
أنسيت...!
من تكون ...ما أنت إلا شيئ من الأشياء
قد أصبح عبيد الأرض سادة على الأشقياء
فلا ترنو ببصرك إلى السماء
فليس لك سوى الجفاء
ولا ترفع رأسك إلى العلياء
فقلت: لما كل هذا الهجاء؟
قال:منذ غابر الأزمان في الخنا سادر ...أمع الأغبياء؟
للضعف مستلم وأن سُئلت؟! قلت: صابر ...أهذا البلاء؟
تمده بدمك حتى تمدى إلى عرضك عابر...أستمرأت البغاء؟
فلا تحرك جنانك لما تجسرت اليد الشلاء
ولا مددت السيف تسفك دم الجبنلاء
علمنى
التاريخ أيضا أن الذى يكتبه ربيب الملوك .
ولو تجسر مملوك
وكتب فإنه سيكتبه لاسم الملوك.
في القديم أمروا بالأهرامات
فبنيت ليمجدوا أسمائهم والمسميات
لا أدرى لما سميت الأهرامات
بالأهرامات
ولكن هذا أدق وصف لحالنا
فمن عاش ذليلًا بالقهر
مات
يأكل نفسه غيظا ويموت كمدا
ويختلف الورثة على من يسدد مصاريف الممات
وضريبة الأموات لأنه سيدفن في أرض الحُمَاة
ملوكنا أمرائنا رؤسائنا عسكرنا والسيدات
لا أدرى ما خطب عسكرنا والآنسات؟
أهى وصفة قديمة قدم تاريخنا المملوء بالعاهات
أن الذى يحمى يبتدينا بالويلات
وعلمنى التاريخ أيضا أنه يُكتب بالدماء يا معشر الأغبياء.

لا تكتب شعرا


لا تكتب شعرا
قال لى ناصحا :
بنيّ لا تكتب شعرا فالشعر مراء
فالشعر....ويا ويل الشعر من الشعراء
بين نار الكلم ...وكلم الأمراء
عصا وجزرة وما غاب سيف الأهواء
بين قول الحق...ولحاق البلهاء
فمادح ومانح وساخط وهجاء
بين قلم يصرخ...وأقلام خرساء
فضاعت الفصاحة وغاب الفصحاء
بين قلب ينبض...وقلوب صماء
بين حرقة شعر ومشاعر حمقاء
صاح فيّ:
بنيّ لا تكتب شعرا فالشعر هراء
فالشعر....ويا ويل الشعر من الشعراء
بين الجائز والجائزة حرف زائر
حرف يهتك كل الستائر
وبين الجائر والحائر نقط حائر
نقطة سوداء داخل السرائر
وبين الرمز والزمر مثل سائر
تقديم المؤخر في الزمن البائر
وبين العرب والغرب عين غائر
يا بني لا تكتب شعرا فالشعر جريمة نكراء
يرتكبها كل أحمق يدنس شرف الصحراء
بزخرف كلماته .......تصبح خضراء
لا يكذب ولكنه يبالغ بلاغة جريدة صفراء
فهذا هو شعر اليوم....فويلٌ للشعر من الشعراء

الأحد، 13 مارس 2011

حالة ثورية....الثوار

بيوت ثورية

- الشعار : سلمية....سلمية

- الميدان: الصالة الرئيسية - أمامك مباشرة عند دخولك من الباب -.

- النظام: الأب

- الثوار:الأولاد (أسمائهم مرفقة مع صورهم أمامه)

هكذا إتفق الثوار على أن يقوم بثورة على التسلط المنزلي،

والذي يشكله في نظرهم الأب المتربع على عرشه منذ نزولهم إلى كوكب الأرض؛

فهم لم يروا تداول السلطة منذ فتحوا أعينهم للدنيا بين شريكي الحكم،وما جرأ أحدهم أن يترشح،بل لم يأخذ النظام رأيهم في أي شيئ يخصهم، فقرروا النزول في الميدان.

وعلا هتافهم :

إعتصام ..إعتصام حتى يسقط النظام

إعتصام ..إعتصام حتى يسقط النظام

ولا يدري كيف استطاعوا تنظيم صفوفهم والإشكالية الكبرى لديه هو كيف تواصلوا مع أنه منع عنهم الإنترنت،وكل أدوات التواصل المعروفة كالهواتف النقالة وحتى إشارة مورس وهم لا يعرفون كيف يصفرون ؟!

والأدهى عبقرية المكان فهذا الميدان فسيح مفتوح يُسمعوا البعيد ويراهم القاصى الشريد

فالباب أوله فكل طارق يري ويسمع ما جرى

والنافذة في أخره فكل جار يلتقط بهاتفه النقال الحادث الجاري

وما هى إلا لحظات وينتشر الخبر إنتشار النار في الهشيم ،بل قل إنتشار الفيديو على الفيس بوك وتويتر أعاذ الله كل حاكم من شرهما وستر عنهما سوآته وسوء حكمه كما ستر خفى طويته عن أبناء شعبه وشيعته

بل وتتناقله وكالات الأنباء العربية والغربية

لا سيما القنوات العميلة التى تغض الطرف عن عوراتها ولا ترى سوى سوآت أخواتها القريبة

وكما قال ملك ملوك أفريقيا،وحكيم حكام العرب،وإمام المسلمين

((اللى بيته من زجاج ما يقذف الناس بالحجارة))

ولكن قطع التفكير عنه علو الهتافات التى وصلت إلى عنان السماء :

سلمية....سلمية

إعتصام ..إعتصام حتى يسقط النظام

إعتصام ..إعتصام حتى يسقط النظام

ولكن في خضم هذا تفقد الأب من معه فحمد الله عزوجل أن زوجه لم تكن طرفا في الحالة الثورية،بل هي إلى جواره في هذه اللحظات الحالكة

بل هي جزء من النظام السابق فالتغيير يشملها كما يشمله

ولكن ...لا يدري هل سيحاكم محاكمة عادلة ،أم سيعجل بتجريده من حق الدفاع عن نفسه،فقال في نفسه:سوف أحضر أوراق تبرئتي وما أدافع به عن زوجي

ولكنه :فجأ بإنضمام رفيقة دربه للميدان

وعلا الهتاف:

رؤوس النظام البائد تتساقط

سلمية....سلمية

إعتصام ..إعتصام حتى يسقط النظام

إعتصام ..إعتصام حتى يسقط النظام

فقال في نفسه : ما الخطأ يا ترى ؟!

وما هى طلباتكم ؟ ودعاهم إلى الحوار

فقالوا في صوت واحد: قد مضى زمن الحوار

وما هى طلباتكم إذن؟

قالوا بصوت واحد: سقوط النظام

وأي نظام لم يسقط؟! لقد سقط منذ الإعتصام

سقطت شرعية الأنظمة مذ قامت إذ لم تقم على شرعية أو شريعة

ولكن ...حالتي الثورية هذه مريعة

ماذا تريدون حقاً ؟ سقوط الشريعة

فأنا أبٌ ملأت قلبه المخاوف على الصِغار

حتى أدمن الذل والصَغار

فظل يفكر في اللقمة والثياب هل هذا عار؟!

ويحلم بغد أبناءه هذا طبيب وهذا مهندس وذا طيار

ووصلت من أجل ذلك الكد بالليل والنهار

لكى أراكم في غدٍ في عزة وانتصار

قالوا في صوت واحد:

فليسقط النظام ..... فليسقط النظام

الذي جعلك لا تعبأ بغير رغيفك

وتنسى حقك وتنسى تاريخك

وتخجل من نفسك وتتسربل بالصَغار

ثم تجعلنا حُجة فتستلذ العار

وتسقينا جرعات المرار

فننشأ على هذا الاعتبار

(طى طى) حتى تمر العواصف ...فنتلذذ بالخوار

فلا شيئ يجرح الكرامة .....إذا لا كرامة لحمار

يضرب ويضرب ويضرب ولا يقدم له اعتذار

لقد رضى أن يكون جيفة بالليل وهو من هو بالنهار

وإن سخط جمدوا عليقه وأوعده بالويل والشنار

وعن دينه فلا تسل فهو بديناه مدار

لا يدري أي يوم من الأيام صار

إلا الجمعة فهو يعرفه لأنه يوم راحة الصغار

فقال في نفسه :

صدق الصغار

فسارع إلى الميدان ، وانضم للثوار

ولكنه كعادته السلطوية غير الشعار:

فليسقط الحمار

فليسقط الحمار

فليسقط الحمار

الأربعاء، 9 مارس 2011

الإطلالة الثانية

غدا الذي مضى

أبوعبد الرحمن سلطان بن علي

انتابتني نوبة حزن شديدة،ليس على نفسي ولا جاهي ولا مالي فلست من أصحاب هذه الاهتمامات،ولكن مخاوفي على الإسلام وأهله،استشعر أن الثورة مع فيضانها وقوة إنجرافها قد تأتى على الأخضر واليابس،بكائي لا ينقطع فنيط قلبي ينزف ولا يندمل،ودمع عيني بات على خدي ينهمل،كلما زجرت نفسي ألا تبوح وتكتم يعلو نشيجها ويكثر نواحها.

والله لكأني أستشعر أن أناسا قاموا بواجب كان ينبغي علي أن أقوم به،مع أننى متحفظ على هذا السينايور وتلكم الطريقة،ولكنها قد انعطفت بنا على فضاء واسع أُحرجت فيه كافة التيارات على الساحة المصرية لا أقول اكسسورات المعارضة التقليدية، ولكن انضم إليه التيار الأصيل العامل للإسلام،مع يقيني أن الله تعالى لا يخلف وعده ولقد وعد عزوجل أهل الإيمان بقوله: {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ (55) وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (56) لَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مُعْجِزِينَ فِي الْأَرْضِ وَمَأْوَاهُمُ النَّارُ وَلَبِئْسَ الْمَصِيرُ (57)} [النور: 55 - 57]،وسبقت كلمته عزوجل بنصر عباده {وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ (171) إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنْصُورُونَ (172) وَإِنَّ جُنْدَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ (173)} [الصافات: 171 - 173]،بل كتب في كتابه السابق وراثتهم الأرض{وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ (105) إِنَّ فِي هَذَا لَبَلَاغًا لِقَوْمٍ عَابِدِينَ (106)} [الأنبياء: 105، 106]،وقال عزوجل {كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ (21) } [المجادلة: 21].

وكلما أنعمت النظر فيما جرى علمت أن الله غالب على أمره،وأن حكمته ظاهرة بينة،لذا لا ولن أبكي سوى نفسي وذنبي،فلن أبكي ثورة فقدتها،ولكن أبكي على ذنوب ارتكبتها،وحسنات أضاعتها ،وأوقات لم أغتنمها .

لذا فأين كنت قبل يوم الثلاثاء 21 صفر 1432هـ،الموافق 25 يناير 2011م؟!

وأين كنت يومها؟!

وأين كنت بعدها؟!

وأين أنا اليوم؟!

قال لي وهو يبث أحزانه: (قد كنا دائما وأبدا نعتصم بالمنهج ونقول للناس أننا أصحابه فلما أطلت هذه الفتن برأسها وجدنا حماة المنهج ينزلقون في بعضها ويروج لمعادته)،فأدركت وقتها تلك الكلمة التى سطرتها من قبل في المحافظة على رأس المال خير من مغامرة السعى وراء الأرباح الموهمة. لا أريد أن أكثر القول فيما سبق بيانه في المقالة السابقة ولكن هيا بنا نلج إلى آفاق أخر.

فهناك مسائل أريد اقترحها عليكم:

- في الخطاب الدعوي ووسائله.

- في الخطاب التربوي ووسائله.

- في الخطاب السياسي ووسائله .

أولاً: الخطاب الدعوي ووسائله:

خطابنا الدعوى لابد أن يواكب المرحلة القادمة فيما يلي:

- وجود شعار واضح بسيط يخاطب الناس ويألفونه ويوصل إلي إيضاح الصورة بكاملها،وإيصال المنهج بيسر للناس،ويمتاز بالبساطة والوضوح:

r الشعار صورة معبرة وقيمة سامقة مع بساطته فهو كاسمه - فنحن نعلم من خلال اللغة أن الشعار ما لابس البشرة كالشعر ومنه قوله صلى الله عليه وسلم(الأنصار شعار والناس دثار)-،فهو يمت بصلة وثيقة إلى مفهومنا ومنهجنا وطروحاتنا في الإصلاح وصلتنا بالأخرين وغير ذلك.

r الشعار شارة هادية ومنار مبين لما نريد إيصاله دون عناء الشرح والتوضيح والاسهاب فهو يفى بالغرض دون عرض لتفصيل المنهج.

r إن يتكون من صورة وكلمات قليلة تعبر عن المدلول.

r العودة بلوحة دعوتنا إلى صدارة أبواب المساجد والندوات والمؤتمرات. ([1])

- البلاغ(أقصد به تبليغ المدعو حقيقة الدين ومسائله،وخطابه العاطفي ووسائله،وتوضيح من نحن وما نريد بوسائل جاذبة مناسبة)،وهذا يلزمنا بالإنتقاء النوعي للخطباء وملقي الدروس والاهتمام بمساجد عموم المسلمين وترك شعار سد الثغرات ومعرفة كل فرد في الدعوة واجب الوقت وعدم ترك الأماكن (المساجد والجمعيات والأندية وغيرها) لغير المؤهلين لأن هؤلاء لسان حال الدعوة ودعاتها ومندوبي الدعاية لها.

- وضوح الهدف الأعلى وهو أن يكون الكل من حملة هذه الأمانة وينضم إلى دعوتنا،وأدنها أن يكون محبا لدعوتنا،وأدنى من الثانية ألا يعادينا أى يحيد جهتنا في المجتمع .

- يسر وسهولة الدعوة فطريتها أكبر وسيلة لنا ولكن الإشكالية في أن تصل للناس كما هي وليست من خلال فهم بعضنا واختياراتنا الخاصة وهذا يدفعنا إلى تفعيل فقه الخلاف في المسائل الاجتهادية (كمسئلة فرضية النقاب مثلا).

- الدعوة ليست كتابا وخطبة ودرسا فحسب- مع أهميتها- ولكنها حياة كاملة وتحمل هموم الناس هو من صميم هم الدعوة فلابد من إيجاد وسائل أكثر فعالية من اللجان الاجتماعية والعمل الخيري أو الجمعيات وإن كانت مهمة(سيتضح بعض المقترحات في الخطاب السياسي) .

- وهناك مسائل تم طرحها في المقال الأول (إطلالة من نافذة الغد) فلا داعى لتكرارها.

ثانياً:الخطاب التربوي ووسائله:-

- الخطاب التربوي من أصعب الأمور التي يتداخل فيها العاطفي مع العلمي،والأدبي مع العقلي،فالتناغم والانسجام وضدهما من ملامح النفس الإنسانية،وكذلك التضاد والاختلاف بين حاجات البدن واشرقات الروح،تعمل عملها في هذا الخطاب،وكذلك الحالة المزاجية الانفعالية ،والحالات المعالجة أو المريضة التى تحتاج إلى هذه أو تلك.

- فالخطاب التربوي مطاط لذا كانت المعالجة والدواء مختلف فلا توجد نفس إنسانية كأخرى،وإن اتفقت معها في السمات العامة ،وما تصلح به نفسي ربما يؤذى أخي، إنها مزالق وعوائق على طريق الخطاب التربوي.

- لذا يأتي دور العقيدة والتربية عليها ومعرفة أسماء الله عزوجل وصفاته فكلما عرفته أحببته وكلما أحببته اقتربت منه وكلما اقتربت ازدادت له معرفة وكلما ازدادت معرفة ازدادت حبا وكلما ازدادت حبا ازدادت قربا...وهكذا دواليك.

- إذاً فربط الناس بالعقيدة والمنهج والتربية عليهما -وهذا أهم ما يميز البناء السلفي ويجعله يجتاز أي مصاعب كانت- لذا فهناك مقترحات:

r تعريف الناس بربهم تبارك وتعالى وتقربيهم منه وذلك بإفشاء تعلم الأسماء الحسنى والصفات العلا ومدراستها في الخطب والدروس وتفعيليها تربويا وحياتيا ومن الممكن أن نرشح بعض الدراسات مثل (ولله الأسماء الحسنى للشيخ/عبدالعزيز بن ناصر الجليل-المنهاج الأسنى د/زين محمد شحاتة- شرح أسماء الله الحسنى أ/إبراهيم الديب-القول الأسنى الشيخ/مجدى الشورى).

r التحذير من الشرك ومحاربة الخرافات والبدع ونحن نعلم حجم وكم المنتسبين إلى الطرق الصوفية في الريف المصري والصعيد وإن كان خفت أصواتهم مع ذهاب الحكم البائد ولكن فلولهم تستعد بتغير اللافتات والوجوه والروؤس حتى يطلوا علينا بوجها الدميم،وربما لو نشطت الفضائيات وشيوخها في الكلام عليهم والدعوة إلى مناظرات على الهواء لجذب ذلك الكثير من المنسوبين إليها ولتحطمت قلاع الوثنية على روؤس أصحابها بفضل الله–كما فعلت مع الشيعة-ولو كان لها دور مثل هذا ووضحوا الصلات بين التشيع والتصوف لكان هذا من أفضل أسباب نجاحها.

r محو الأمية الفكرية لدينا أولاً ،وعند عموم المسلمين،وذلك بإعلان حرب بلا هوادة،وإطلاق صيحة نذير بين الخلق لبيان زيف الباطل أيًّ كان اسمه فلا ينطل على الناس باطل لاسيما المذاهب والتيارات الجديدة مهما تستر بوطنية أو مصلحة الوطن فالديمقراطية والحرية وكل المذاهب الفكرية الغربية والتغريبية،بالأسماء والأشخاص أى ما كانت.

r الوعي بأهمية الوعي- فالوعي فهم ومعرفة وامتثال وهو السبيل العلمي العملي الذى يسبق الأحداث وأستطيع أن نطلق عليه (الثورة الثقافية) - لاسيما في أمور :

1. منها الوعي بحقيقة المنهج وسمته وسماته :

r بيان طريق دعوات الأنبياء عليهم السلام ،والكثرة والقلة والإقبال والإدبار قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (عُرِضَتْ عَلَيَّ الْأُمَمُ فَجَعَلَ النَّبِيُّ وَالنَّبِيَّانِ يَمُرُّونَ مَعَهُمْ الرَّهْطُ وَالنَّبِيُّ لَيْسَ مَعَهُ أَحَدٌ )الحديث متفق عليه وفي رواية لمسلم (فَرَأَيْتُ النَّبِيَّ وَمَعَهُ الرُّهَيْطُ وَالنَّبِيَّ وَمَعَهُ الرَّجُلُ وَالرَّجُلَانِ وَالنَّبِيَّ لَيْسَ مَعَهُ أَحَدٌ) ومن فقه الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله في مسائله وفوائده :

- قلة من استجاب للأنبياء .

- أن من لم يجبه أحد يأتي وحده .

- ثمرة هذا العلم وهو عدم الاغترار بالكثرة ، وعدم الزهد في القلة .(كتاب التوحيد).

r إدراك معنى الانتساب للمنهج فكوني سلفي هذا يعنى أن هذه لافتة لمجموعة من العقائد(ففى صفات الله عزوجل إثبات بلا تأويل ولا تعطيل ولا تكييف-في رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه بشر وهو خير خلق الله كلهم دون غلو الصوفية ولا جفاء الملاحدة-في حبنا لقرابة رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته رضى الله عنهم فلا غلو في القرابة ولاجفاء للصحبة كالرافضة قبحهم الله) منهج التلقي والاستدلال والاختيارات ...وهكذا.

2. ومنها أن دائرة المفاسد والمصالح أوسع من دائرة الجواز والمنع وهى أمور اجتهادية:

فمسئلة المشاركة السياسية مثلا لذلك وهى مورد اجتهاد بين مجيز ومانع ولولا هذا لما اختلف أهل العلم رحمهم الله فيها يقول شيخنا حفظه الله تعالى(نقول: إن الأقرب -والله تعالى أعلم- أن دخول البرلمان الأصل فيه الحظر، والدخول فيه نوع من الرخصة بشروط, والأصل الحظر للمحاذير الشرعية الكثيرة في الدخول في مثل هذه المجالس، لكن أقصى ما يمكن أن يقال: إن دخولها رخصة مشروطة بشروط ).... وقال أيضا (لأنه يوجد فيها خلاف فقهي بين العلماء، فالشيخ أحمد شاكر ممن أيدوا دخول البرلمانات, وكذا الشيخ ابن باز والشيخ ابن عثيمين وكذا الشيخ الألباني على مضض. ) (شيخنا د محمد اسماعيل المقدم - شريط موقف الدعوة السلفية من الانتخابات البرلمانية عام 2005-ونشر كمقال على الإنترنت).

3. الفقه في الدين هو الأصل والفقه بالواقع هو الفرع :

نعم الفقه في الدين هو الأصل والفقه بالواقع هو الفرع الذى يحكم فيه الأصل وليس العكس،مع إدراكنا أن فهم الواقع وفقهه جزء هام في تحقيق المناط. قال شيخنا حفظه الله تعالى(فدخول الدعاة في البرلمانات محاولة للتغيير، ولا داعي أن نسميها مغامرة، لكن التجارب الكثيرة السابقة في العالم الإسلامي توضح النتيجة، فهناك تجربة الجزائر، ففرنسا التي تدعي أنها حامية حمى الحرية، كان رئيسها يقول: لو نجح الإسلاميون في الجزائر فسوف نحتل الجزائر! هكذا يقول بمنتهى الصراحة، فهم الذين أسسوا الديمقراطية، ولكنهم يرفعون شعار: لا ديمقراطية لأعداء الديمقراطية، مثل الشعار الذي كان أيام عبد الناصر : لا حرية لأعداء الحرية، فهم يعرفون التصادم والتعارض بين عقيدة الإسلام وبين العقيدة الديمقراطية, فالغرب يشجع الديمقراطية في بلاد المسلمين لأي اتجاه غير الاتجاه الإسلامي؛ لأن الديمقراطية لعبة أمريكية، والإصلاحات مفروضة من أمريكا، فهل النموذج الديمقراطي الذي جاء من أمريكا سيعيد لنا الخلافة الراشدة؟! انظروا النموذج الديمقراطي الذي في العراق, والنموذج الذي في تركيا, والنموذج الذي في الجزائر ونحو ذلك, فحصاد التجارب السابقة واللاحقة لا تشجع على أننا نعقد الآمال بأن يتم التغيير من خلال هذه المجالس, إنما يتم التغيير من خلال النائحة الثكلى, ومن خلال أبناء الدعوة الإسلامية الذين يجتهدون في هذه الدعوة, ويبذلون في سبيلها). (شيخنا د محمد اسماعيل المقدم - شريط موقف الدعوة السلفية من الانتخابات البرلمانية عام 2005-ونشر كمقال على الإنترنت).

ثالثاً: في الخطاب السياسي ووسائله:-

بعد هذه الأحداث كثر الكلام عن الدور السياسي للدعوة السلفية وعلت الأصوات في داخل الدعوة وخارجها بالبحث عن الدور الذى يمكن أن تقوم به الدعوة السلفية في أروقة السياسية .

والكل يكاد يطرح فكرة حزب سياسي نظراً للثقل الشعبي الذى تتمتع به الدعوة والقبول العام وما خبر المؤتمرات الحاشدة عنا ببعيد،بل صرح بعض مشايخ الدعوة بالتصريح المباشر عن نية الدعوة بإنشأ حزب يتكلم باسم الدعوة ،والبعض ألمح إلي المشاركة السياسية ،والبعض الأخر أمر باستخراج البطاقات الانتخابية وهكذا صار حديث القريب والبعيد عن دنو المشاركة في العملية السياسية.

ملاحظات هامة على تكوين حزب باسم الدعوة:

r الدعوة السلفية هى فهم الإسلام بنقاءه وطهارته،والسياسة الوضعية وضيعة كاسمه تماما ووسائلها دنسة بكل ما يطفح المعنى من قذر،فهو ليبرالية في مواجهة القيم، علمانية في مواجهة الدين،مكيافيلية في مواجهة الواجب وما ينبغي أن يكون،خبثة المنبت نكدة الثمار،فإذا دخلنا في العملية السياسية فهل سنتأثر؟! وما خبر الإخوان عنا ببعيد.

r الحرب الضروس ضد الإسلام ستكون مواجهة إلى حزب الدعوة ،وهذه دعاية سياسية ومعادة حزبية وهلم جرا.والمقصد هو الثوابت الإسلامية.

r الحزب سيكون عليه كثير لغط من القاصى والدانى بل سيقال وقد قيل والله عن الدعوة قبل أن تخوض :والسؤال الكبير الذى سنصدم به :ما هو موقعكم من الإعراب في ميادين التحرير؟. وما خبر جريدة الشروق ونقلها المشوهة لكلام شيخنا الشيخ أحمد فريد منذ أيام ببعيد.

r الدخول في دهاليز السياسة مكلف جدا،والنجاح في مراحل تكونيه وتأسيسه لا يعنى نهاية الطريق بل بدايته وأهم من ذلك هو النجاح على أرض الواقع بتنفيذ البرامج مع ملاحظة عدواة مؤسسات الدولة - مع علمنا بتجذر العلمانية فيها بل قد باضت وفرخت وأنعبت غربانا في نواحيها- إلى الإسلام الحاكم لا الإسلام الساكن(أشير إلى استاتيكية السلفية في المرحلة السابقة والقبول العام للصوفية عالميا ومحليا)،ويقول شيخنا حفظه الله تعالى(أمر ثان وهو: أن السياسة تعتبر لعبة، وليست لعبة بمعنى تهريج, لكن لعبة بالدين، لها قواعد وقوانين تحكمها, فالسياسة تقوم على المصالح ولا تعرف المبادئ, تعرف القاعدة المكيافلية: الغاية تسوغ الوسيلة, وما أكثر الأساليب الحزبية والسياسية المعروفة, والواقع في عامة البلاد الإسلامية أن دخول هذه الحلبة والمشاركة في هذه اللعبة يستلزم دفع ضريبة, والسلفية بالذات إذا دفعت هذه الضريبة فسوف تفقد أهم مقوماتها وأهم أسباب وزنها وثقلها واستقامتها على الشرع الشريف, وهذه الضريبة ثمنها فادح.) (شيخنا د محمد اسماعيل المقدم - شريط موقف الدعوة السلفية من الانتخابات البرلمانية عام 2005-ونشر كمقال على الإنترنت).

r أسف هل نحن لدينا الخبرات السياسية الكافية لإعداد برامج تنمية وإصلاحات وسياسات وإدارة الدولة أما الأمر لا يتجاوز الخطوط العريضة في ذلك؟.فشؤون الدولة الحديثة غاية في التداخل لذا لابد من برامج كاملة،وخبرات لابد من اكتسابها أو استمالتها واستقطابها.

r لو فُرِضَ ووجه أحد الصحفيين لحزب الدعوة سؤالاً: هل لو أمسكتم زمام الحكم هل ستسمحون بتعدد الأحزاب من علمانية وليبرالية و..............؟ الإجابة إما أن تكون شرعية وهى معروفة سالفاً قطعاً (لا)،أو نقع في نفس مأزق غيرنا ونجيب إجابة سياسية برجماتية.وأنا أطرح عليكم سؤالاً إليس من العدل والنصفة إن كان هذا هو موقفنا أن يكون لهم موقف مماثل وهو عدم قيام حزب على أسس دينية ،أليس هذه بتلك؟!

r قالت نفسي مداعبة أياي لعبسٍ أصابنى :أةٍ لما لا يكن لنا حزب موالى أو ينشق ظاهريا مجموعة من الإخوة الذين لهم رؤى سياسية ويصبح لسان الدعوة ولكن كجناح سياسي يتقن ألاعيب الساسة ودهاليز السياسة ،وبذلك نستوعب من لهم طموحات وأمال سياسية دون أن يُنسب إلى الدعوة شيئ،ونظل نحتفظ بدعوتنا ويتحمل غيرنا اللوم والنهك السياسي ويجنب الإسلام ونقاءه هذه الإشكالية بكل ما تحمل من مآسى،قال شيطاني لنفسي وهى تملى على هذه المداعبة :بدأت البرجماتية والمكيافلية السياسية تخترم أحلامك أما لعبة التنازل السياسي تناسيتها إياك وذاك إنى لك ناصح أمين ،وأظن أن هذه الملاحظات لم تفت على شيوخنا الكرام حفظهم الله تعالى ولكنه الرصد والتنبيه.

إذاً ما البديل ؟

في نظري طالما المشاركة السياسية فيها ما فيها فلا مانع من الاستفادة من ظروف المرحلة وتجنب مساويها لذا أقترح ما يلي:

1- إنشأ جماعة ضغط

2- تفعيل هيئات وجمعيات العلماء الشرعية عالميا ومحليا.

1- جماعة ضغط:

تعريف جماعة الضغط: (اللوبي (بالإنجليزية: lobby‏) كلمة إنجليزية تعني الرواق أو الردهة الأمامية في فندق، تستخدم هذه الكلمة في السياسة على الجماعات أو المنظمات التي يحاول أعضائها التأثير على صناعة القرار في هيئة أو جهة معينة، وفي الولايات المتحدة يوجد أكثر من لوبي ومن أشهرهم اللوبي الصهيوني الذي يمارس الضغوط على مجلس الشيوخ النواب الأمريكيين لتأييد -الدولة اللقيطة -.

اللوبي عبارة عن حث لجهات قريبة من اتخاذ القرار تمارسه مجموعات أو اطراف للحصول على مارب واهداف تخدم مصالحها السياسية بالدرجة الأولى ومصالح أخرى تتفرع من السياسة قد تكون اقتصادية أو اجتماعية أو قانونية.

هذه المجموعات منظمة ولها أهداف ومصالح بعيدة المدى هدفها الوصول إليها عن طريق ممارسة ضغط كبير منظم وممنهج قصير المدى على صناع القرار، قد تكون هذه المجموعات من أصحاب الأموال تستخدم أموالها للتاثير على السياسة العامة ضمن مايخدم مصالحا أو من أجل تأسيس قوى ومجموعات أخرى ذات قدرة على الحث والتاثير.

دور الصحافة والإعلام مهم جدا في عملية اللوبي أو الحث من أجل تشكيل أكبر ضغط ممكن من قبل المواطنيين العاديين أثناء الانتخابات أو لتجنيد الراي العام في غير الانتخابات).(موسوعة ويكيبديا).

س : لماذا جماعة ضغط وليس حزبا؟

أولاً: هذا الاختيار يوافق مطالب وظروف المرحلة من الممكن إعطائها سقفا زمانيا محددا وهو مثلا ثماني سنوات أى دورتين انتخابيتين،وهذا حتى تُنسى نشوة الثورة ويفيق الناس من سكرتها.

ثانياً: لعدم الكلفة السياسية الباهظة فهي جماعة سياسية مستفيدة دون أن تسأل عن تنمية ونهضة ....وهكذا،لأنها لا تقدم برامج بل لها طلبات وهى بما لديها من أصوات تملك أن تتحكم في سير العملية الانتخابية.

ثالثاً: اكتساب الخبرات السياسية خلال هذه المدة المطروحة وهذا من خلال مايلي:

r تبنى الدعوة في المناطق الفقيرة التى تفشو فيها الأمية إنشأ فصول لمحو الأمية الكتابة والقراءة وهى وسيلة مباشرة للدعوة ومحو الأمية الدينية.(فصول للرجال وأخرى النساء)بل والعمل على إلحاقهم بالتعليم الفنى الصناعي أو التجاري أوالزراعي.

r تبـني الدعوة فتح مشاريع إنتاجية أو مصانع صغيرة عن طريق الاتفاق مع أصحاب الوجهات ورؤوس الأموال ،ويكون المشرفين على الأعمال من أخوة الدعوة.

r تبنى الدعوة مشروع الأسر المنتجة لاسيما مع أسر الأيتام والفقراء والشباب : كفتح مشاغل لتعليم النساء للخياطة والأشغال اليدوية كالتريكو،أو تعبئة المواد الغذائية للشباب،وبذلك نكون قد أوجدنا فرص عمل مناسبة،والمسؤلون عن هذه الأعمال أكيد من الأخوة الناشطين في الدعوة فيكون التأثير مباشر.

r إنشأ غرف عمل دائمة لتلقى مشاكل الناس الصحية والسياسية والاقتصادية والتعليمية وعمل لجان لبحث حلول هذه المشاكل . ففيها من اكتساب الجماهيرية ما يغطى على البرامج الحزبية.ويبدو أن الفرصة سانحة اليوم قبل الغد فلو رفعت الدعوة اليوم شعار (الأمن لمصر) ونظمت صفوفها ونسقت مع الجهات المعنية (الجيش والحكومة) ونزلت إلى الشوارع بمجموعات أمنية ومنعت البلطجية وتصدت لحوداث السرقات وأفظع منها حوادث الاختطاف وما أكثرها إلا وجعلت لها يد على أصحاب الثورة أنفسهم وأمن الناس في بيوتهم ولأمنوا على أولادهم وبناتهم ومهدت الطريق للدعوة أيما تمهيد لأن هذه المسؤليات لا يتحملها إلا ذوو النجدات والعزائم ووقتها يعرف القاصى والدانى لماذا نطالب بتطبيق الشريعة ويعرف فضل الإسلام وأهله.

رابعاً: استخدام بعض العناصر من الدعوة للنزول كمستقلين لإتاحت الاحتكاك السياسي والميداني.

خامساً: استغلال الفرص المتاحة للأعمال الميدانية ذات الطابع الاجتماعي والثقافي والرياضي مثل :

- إنشأ جمعيات أهلية.

- إنشأ أندية رياضية وثقافية واجتماعية.

- التركيز على قطاع الأطفال كالروضات وأندية الطفل وغيرها.

سادساً: أهمية الوسائط المتعددة للتواصل مع الناس فالإعلام المباشر عن طريق الجريدة والمجلة والقنوات الفضائية والمواقع الالكترونية والمنتديات الثقافة الحوارية (الصالونات الدعوية – العلمية- الأدبية-السياسية)،وقد فتحت بعض القنوات الرسمية لبعض مشايخ التيار السلفي لذا لابد من إيصال دعوتنا وبرنامجنا الدعوي على كآفة الأنحاء،وقد سبق في تعريف اللوبي الكلام على أهمية ذلك حين قال(دور الصحافة والإعلام مهم جدا في عملية اللوبي أو الحث من أجل تشكيل أكبر ضغط ممكن من قبل المواطنيين العاديين أثناء الانتخابات أو لتجنيد الرأي العام في غير الانتخابات).(موسوعة ويكيبديا).

2- تفعيل هيئات وجمعيات العلماء الشرعية عالميا ومحليا:-

كان للبيان الأول للجنة الشرعية لحماية الحقوق والحريات أثره البالغ في نفسي،ثم كلمات شيخ الأزهر بدعوة التيارات العاملة وتكوين هيئة لكبار العلماء ففيه إن شاء الله الخير الكثير وذلك لما يلي :

r التقريب والتقارب بين العلماء الرسميين وعلماء الدعوة يعطى دلالات كبيرة في مواجهة الباطل وحزم الشر في مجتمعنا وما أكثرهم وكما قال الله عزوجل {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ } [الصف: 4].

r إتاحة الفرصة للعلماء الرسميين في مؤتمراتنا وندواتنا ومساجدنا -كما حدث -سيكون له أثر بالغ في معالجة الخلافات الموجودة بل وإزالتها بالكلية إن شاء الله تعالى.

r إلتفاف دعاتنا حولهم سوف يرفع هامتهم ويطيل قامتهم فلا ينزوى عالم بعلمه ولا ينشغل بلقمة عيشه بل يعمل لدينه ويؤدى أمانته.

r عودة وسائل التناصح الدعوية الأخوية في الثوابت والمسائل الكبار مثل قضايا التوحيد والولاء والبراء والكفر والإيمان ومحاربة البدع الصوفية البائدة والسياسية الحديثة الوافدة- مع تجنب الكلام في مسائل الخلاف عن الأشاعرة وما إلى ذلك ،وما خبر الرسائل الشخصية للعالم الفذ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله عنا ببعيد بل لا يوجد له رحمه الله تعالى كتابا في الباب مع أنه مجدد الدعوة (انظر مقالنا فقة الدعوة إلى التوحيد عند الإمام المجدد).

r افتتاح أعداد كبيرة من مراكز تحفيظ القرآن والمعاهد من خلال الجمعيات وإشراف ومشاركة هؤلاء العلماء والمشايخ .

r التنسيق المباشر بين الجمعيات واللجان الشرعية مثل (جبهة علماء الأزهر -اللجنة الشرعية لحماية الحقوق والحريات- علماء أنصار السنة المحمدية – العلماء والدعاة المستقلين وغيرهم)،والتعاون بين تلك الجمعيات بعضها وبعض والتنسيق بينها ما أمكن إلي ذلك سبيلا ،ولو على مستوى الحد الأدنى.

r تفعيل الرقابة الشرعية على المجتمع من خلال هذه الجمعيات واللجان الشرعية وذلك بتبنــي بياناتها ومشاريعها والاستفادة من الخبرات السابقة.

r تقديم الدعم لمؤسسة الأزهر حتى يتحمل مسئولياته ويجد أكثر من 80مليون مسلم خلفه في مصر وهذا محلياً،وأكثر من مليار مسلم عالمياً، ولا أنسي هذه الكلمة التى ذكرها العلمانى الماركسي رفعت السعيد عن الأزهر ودوره يقول( ألف عام من المجد ما من جامعة لعبت دورا كدوره، وهو ليس مسجدا كأي مسجد آخر كان الأزهر مدرسة ومنارة وموئلا للمظلومين وقيادة معارك الوطن.وفي ظل الأيام السوداء عندما كان المحتلون الغرباء من المماليك أو الفرنسيين يدوسون كرامة مصر وترابها بسنابك خيولهم عندما كان المصري ممتهنا ومطحونا كان الطغاة يخشون من شيئ واحد (الأزهر)، فعندما تسوء الأحوال ،ويطفح الكيل لا يجد المصريون موئلا سوى الأزهر .وما من مرة قاد فيها مشايخ الأزهر معركة من معارك الوطن إلا وانتصروا ولم تزل مصر بحاجة إلى تلك المآذن كي تضيئ من جديد،والذين ساروا في موكب المشايخ حتى بيت الوالي التركي فضربوه وجرسوه وأركبوه حمارا بالمقلوب لأنه خالف شرع الله، نفس هؤلاء الناس البسطاء والحريم اللاتي استجرن بالمشايخ عشرات المرات من ظلم المماليك فأجاروهن،هؤلاء الناس يتطلعون إلي نفس المآذن العنيدة ينتظرون لحظة الأذان.) يوميات الأهالي 13-4-1983 عن كتاب محنة الماركسية في بلادنا /جمال سلطان من موقع (جريدة المصريون)16-6-2010.

قد أكون حاولت طرح بعض التساؤلات والإجابة عليها، ولكن هذا لا يعنى أنى أصبت أو حتى قاربت السداد ، وتبقى محاولة تحتاج إلى إعادة نظر { رَبَّنَا لا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا }[البقرة: من الآية286] ، أو تفتح لغيري بإذن الله تعالى أن يؤصل ويحلل بإمكانيات ونظرات أعمق فيخرج بنتائج أقرب و أصح { إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإصْلاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ}[هود: من الآية88].

هذا وبالله التوفيق

المدونة (نبض قلم وحياة قلب)

http://almodwanh.blogspot.com/



([1]) وهذا نموذج اللوحة

نحن قوم

ابتعثنا الله لنخرج العباد من عبادة العباد الى عبادة رب العباد ومن جور الاديان الى عدل الاسلام ومن ضيق الدنيا الى سعة الدنيا والاخرة.

ماذا نريد

تبليغ رسالة الإسلام بالمنهج السلفى ، وتعليم المسلمين ما يلزمهم لتصحيح عقيدتهم وعبادتهم، بالعربية وباللغات المختلفة للناس كافة باستخدام الوسائل المتاحة.

دعوتنا

دعوة للعودة إلى الكتاب والسنة كما فهمها السلف الصالح من الصحابة، ومن تبعهم بإحسان من أئمة الدين رحمهم الله تعالي. قال تعالي: (كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ)(آل عمران: من الآية 110) وقال -صلى الله عليه وسلم-: (خير الناس قرني).

(1) في العقيدة: توحيد المعبود سبحانه وتعالى لا شريك له وهو مقتضى شهادة أن لا إله إلا الله، قال تعالي: (وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولاً أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ)(النحل: من الآية36) وقال -صلى الله عليه وسلم: (بعثت بالسيف بين يدي الساعة حتى يعبد الله وحده لا شريك له). (2) في العبادة: توحيد الطريق الموصل إلى الله تعالي، وهى سنة الرسول صلى الله عليه وسلم،ونبذ البدع في الدين، وهو مقتضى شهادة أن محمدا رسول الله، قال تعالي: (وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا)(الحشر: من الآية 7) وقال صلى الله عليه وسلم:(من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد).

(3) في نظم الحياة: تحكيم الشريعة القرآنية والكفر بالقوانين الوضعية الطاغوتية، قال تعالي: (أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْماً لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ)(المائدة:50) .

(4) فى الأخلاق: تزكية النفوس بالتخلى عن الرذائل والتحلى بالفضائل، باتباع الكتاب والسنة الصحيحة وسلوك منهج السلف الصالحين، قال تعالي: (قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا)(الشمس:9-10) وقال عز وجل: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَاناً)(الأنفال: من الآية 29)

(5) في الدعوة إلى الله: التسلح بالعلم النافع الذي تؤدى به الواجبات، وتدفع به الشبهات؛ مع نبذ التقليد الأعمى والتعصب، قال تعالى: (قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ)(يوسف:108)

(6) الالتزام بالعلم والعمل واجتناب الترخص والتشديد الغالي، قال تعالى: (إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ)(محمد: من الآية7)

(7) الدعوة الحكيمة إلى الفهم الشامل للإسلام، والجهاد والصبر على أذى الناس؛ قال تعالى:(وَالْعَصْر ِإِنَّ الإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ إِلا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ)العصر.