السبت، 26 يونيو 2010

إلي التوحيد من جديد (1)

إلي التوحيد من جديد (1)

مسئلة : إثارة النقاش حول الصفات الإلهية

قراءة في فقه الإمام المجدد محمد بن عبدالوهاب رحمه الله في الدعوة إلي التوحيد

- الوحى بشقيه-القرآن الكريم والسنة النبوية- هو الوسيلة الوحيدة للوصول إلي معرفة الله عز وجل ذاتا وأسماءا وصفاتا،ولم ولن يتأتى لأحد مهما كان أن يجتهد أو يناقش فيها،بل يقابل النص بالإيمان والتعظيم.

- والحديث حول أسماء الله وصفاته يأخذ بلب الموحد،ويثمر بقلبه أنواع من العبادات القلبية مما يؤدي إلي الشعور بالقرب والسعي في مراضي الرب جل وعلا، وأحوال السلف في مشاهد التعظيم والخشية والرجاء والحب تشهد لذلك ،هذا مع ما يجتنف حديثهم من الأدب والتزام جانب التعظيم،وهذا ظاهر جلي لكل ذي بصر وبصيرة،وقد تكلم على ذلك الإمام ابن عبد السلام و ابن القيم رحمهما الله وغيرهما في كتبهم.

- وهنا ملاحظات:

- إن العلوم الشرعية من فقه وحديث بل حتى علوم القرآن الكريم وغيرها إلا ولها أصول وقواعد كأصول الفقه والقواعد الفقهية بالنسبة للفقه ،وأصول الحديث أو علم مصطلح الحديث بالنسبة للحديث،والقرآن الكريم له علوم القرآن فالتلاوة لها علم التجويد وعلوم القراءات ،وعلم التفسير له أصول التفسير وغيرها.عدا التوحيد والإيمان فقواعده وأصوله هي القرآن الكريم ذاته والسنة النبوية نفسها ومعرفة دلالة الألفاظ العربية والفطرة المستقيمة السوية.وكل القواعد والأصول تذكر في مجال الرد لا مجال التأسيس والبناء إلا قواعد تعدّ على أصابع اليد الواحدة وهي قواعد قرآنية أو نبوية أساسًا.

- لا يُعرف بين السلف الأول لاسيما قرن الصحابة والتابعين أيّ خلاف على مسألة من مسائل التوحيد والاعتقاد ،وإنما نجد الخلاف في الفقه والتفسير وغيرها.أما الخلاف الناشئ في عهدهم فهو خلاف من لم يتبع طريقتهم في التلقي والاستدلال ممن نابذوا الصحابة ش والتابعين رحمهم الله.

- آيات وأحاديث الصفات قد تدخل بوجه من باب المتشابهات،وهو الكيفية كسائر أمور الغيب، فعن ابن عباس رضي الله عنهما : " أنه رأى رجلا انتفض لما سمع حديثا عن النبي صلى الله عليه وسلم في الصفات استنكارا لذلك ، فقال : ما فرق هؤلاء ، يجدون رقة عند محكمه ، ويهلكون عند متشابهه ؟ أخرجه عبد الرزاق في المصنف (20895) ، وابن أبي عاصم في السنة (485) وصححه الألباني في ظلال الجنة.

قال ابن كثير رحمه الله :(يخبر تعالى أن في القرآن آيات محكمات هن أم الكتاب، أي: بينات واضحات الدلالة، لا التباس فيها على أحد من الناس، ومنه آيات أخر فيها اشتباه في الدلالة على كثير من الناس أو بعضهم، فمن ردّ ما اشتبه عليه إلى الواضح منه، وحكم محكمه على متشابهه عنده، فقد اهتدى. ومن عكس انعكس؛ ولهذا قال تعالى: { هُوَ الَّذِي أَنزلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ } أي: أصله الذي يرجع إليه عند الاشتباه { وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ } أي: تحتمل دلالتها موافقة المحكم، وقد تحتمل شيئًا آخر من حيث اللفظ والتركيب، لا من حيث المراد......ثم ذكر أقوال السلف في ذلك ثم قال :وأحسن ما قيل فيه الذي قدمناه، وهو الذي نص عليه محمد بن إسحاق بن يسار، رحمه الله، حيث قال: { مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ } فيهن حجة الرب، وعصمة العباد، ودفع الخصوم والباطل، ليس لهن تصريف ولا تحريف عما وضعن عليه.

قال: والمتشابهات في الصدق، لهن تصريف وتحريف وتأويل، ابتلى الله فيهن العباد، كما ابتلاهم في الحلال والحرام ألا يصرفن إلى الباطل، ولا يحرّفن عن الحق.)تفسير ابن كثير [جـ2 /صـ6: 8]بتصرف.

إذ المراد في مسائل الغيب ومنها الصفات التصديق لا التصور،إذ التصديق يكون مطابقا لعمل الراسخين في العلم {وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ} [آل عمران: 7]،وفي المقابل أولئك الذين ابتغوا الفتنة {فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ} [آل عمران: 7]،بل في حديث الإمام أحمد عن عائشة، رضي الله عنها، قالت: تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم: { هُوَ الَّذِي أَنزلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ [هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ ] (1) } إلى قوله: { وَمَا يَذَّكَّرُ إِلا أُولُو الألْبَابِ } قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "فإذا رأيتَ الذين يتَّبِعُون ما تشابه منه فأولئك الذين سَمَّى اللهُ فَاحْذَرُوهُمْ" متفق عليه واللفظ للبخاري .

لذا من فقه الشيخ المجدد محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى – مجدد دعوة التوحيد –

في كتابه القيم (كتاب التوحيد) كيف عالج مسئلة الصفات فمثلا :

-" باب من جحد شيئا من الأسماء والصفات "

وقول الله تعالى : { وَهُمْ يَكْفُرُونَ بِالرَّحْمَنِ قُلْ هُوَ رَبِّي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ مَتَابِ } [ الرعد : 30 ] .

وفي صحيح البخاري قال علي : " حدثوا الناس بما يعرفون ، أتريدون أن يكذب الله ورسوله ؟! " .

وروى عبد الرزاق عن معمر عن ابن طاوس ، عن أبيه ، عن ابن عباس رضي الله عنهما : " أنه رأى رجلا انتفض لما سمع حديثا عن النبي صلى الله عليه وسلم في الصفات استنكارا لذلك ، فقال : ما فرق هؤلاء ، يجدون رقة عند محكمه ، ويهلكون عند متشابهه ؟ " . انتهى .

ولما سمعت قريش رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكر الرحمن أنكروا ذلك ، فأنزل الله فيهم : { وَهُمْ يَكْفُرُونَ بِالرَّحْمَنِ } .

فيه مسائل :

الأولى : عدم الإيمان بجحد شيء من الأسماء والصفات .

الثانية : تفسير آية الرعد .

الثالثة : ترك التحديث بما لا يفهم السامع .

- باب احترام أسماء الله تعالى ، وتغيير الاسم لأجل ذلك.

- باب قول الله تعالى{ وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ } [ الأعراف : 180 ] .

- باب ما جاء في قول الله تعالى{ وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ } [ الزمر : 67 ]

في شرح الشيح العثيمين رحمه الله (قوله في أثر على رضي الله عنه : " حدثوا الناس " .

مناسبة هذا الأثر لباب الصفات :

مناسبته ظاهرة ، لأن بعض الصفات لا تحتملها أفهام العامة فيمكن إذا حدثتهم بها كان لذلك أثر سيئ عليهم ، كحديث النزول إلى السماء الدنيا مع ثبوت العلو، فلو حَدّثت العاميّ بأنه نفسه ينزل إلى السماء الدنيا مع علوه على عرشفه، فقد يفهم أنه إذا أنزل؛ صارت السماوات فوقه وصار العرش خالياً منه، وحينئذ لا بد في هذا من حديث تبلغه عقولهم فَتُبين لهم أن الله عز وجل ينزل نزولاً لا يماثله نزول المخلوقين مع علوه على عرشه، وأنه لكمال فضله ورحمته يقول: "من يدعوني فأستجيب له.." الحديث. والعامي يكفيه أن يتصور مطلق المعنى ، وأن المراد بذلك بيان فضل الله عز وجل في هذه الساعة من الليل. وَرَوَى عبد الرزاق ، عن معمر ، عن ابن طاووس ، عن أبيه ، عن ابن عباس : " أنه رأى رجلاً انتفض لما سمع حديثاً عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في الصفات ، استنكار لذلك ، فقال : ما فرق هؤلاء ؟ يجدون رقة عند محكمة ، ويهلكون عند متشابهة ؟ ! " انتهي .

قوله في أثر ابن عباس : " انتفض " . أي اهتز جسمه ، والرجل مبهم ، والصفة التي حُدث بها لم تبين ، وبيان ذلك ليس مهماً ، وهذا الرجل انتفض استنكاراً لهذه الصفة لا تعظيماً لله ، وهذا أمر عظيم صعب ، لأن الواجب على المرء إذا صح عنده شيء عن الله ورسوله أن يقر به ويصدق ليكون طريقه طريق الراسخين في العلم حتى وإن لم يسمعه من قبل أو يتصوره .

قوله : " ما فرق " . فيها : ثلاث روايات :" فرَقُ " ، بفتح الراء ، وضم القاف ." فرَّق " ، بفتح الراء مشددة وفتح القاف ." فرَقَ " ، بفتح الراء مخففة ، وفتح القاف .فعلى رواية " فرق " تكون " ما " استفهامية مبتدأ ، و" فرق " : خبر المبتدأ أي : ما خوف هؤلاء من إثبات الصفة التي تليت عليهم وبلغتهم ، لماذا لا يثبتونها لله عز وجل كما أثبتها الله لنفسه وأثبتا له رسوله ؟ وهذا ينصب تماماً على أهل التعطيل والتحريف الذين ينكرون الصفات ، فما الذي يخوفهم من إثباتها والله تعالى قد أثبتها لنفسه ؟

وعلي رواية " فرق " أو " فرق " تكون فعلاً ماضياً بمعني ما فرقهم ، كقوله تعالى : { وقرآناً فرقناه } [ الإسراء : 106] ، أي : فرقناه . و" ما " يحتمل أن تكون نافية ، والمعنى : ما فرق هؤلاء بين الحق والباطل ، فجعلوا هذا من المتشابه وأنكروه ولم يحملوه على المحكم ، ويحتمل أن تكون استفهامية والمعني : أي شيء فرقهم فجعلهم يؤمنون بالمحكم ويهلكون عند المتشابه ؟

قوله : " يجدون رقة عند محكمة " . الرقة : اللين والقبول ، و " محكمه " ، أي : محكم القرآن . قوله : " ويهلكون عند متشابه " . أي : متشابه القرآن .

والمحكم الذي اتضح معناه وتبين ، والمتشابه هو الذي يخفي معناه ، فلا يعلمه الناس ، وهذا إذا جمع بين المحكم والمتشابه ، وأما إذا ذكر المحكم مفرداً دون المتشابه ، فمعناه المتقن الذي ليس فيه خلل : لا كذب في أخباره ، ولا جور في أحكامه ، قال تعالى : { وتمت كلمة ربك صدقاً وعدلاً } [الأنعام : 115] ، وقد ذكر الله الإحكام في القرآن دون المتشابه ، وذلك مثل قوله تعالى : { تلك آيات الكتاب الحكيم } [ يونس : 1 ] ، وقال تعالى : { كتاب أحكمت آياته } [ هود : 1].

وإذا ذكر المتشابه دون المحكم صار المعنى أنه يشبه بعضه بعضاً في جودته وكماله ، ويصدق بعضه بعضاً ولا يتناقض ، قال تعالى { الله نزل أحسن الحديث كتاباً متشابهاً مثاني } [ الزمر : 23] ، والتشابه نوعان : تشابه نسبي ، وتشابه مطلق .

والفرق بينهما : أن المطلق يخفى على كل أحد ، والنسبي يخفي على أحد دون أحد ، وبناء على هذا التقسيم ينبني الوقف في قوله تعالى : { وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم } [ آل عمران : 7 ] فعلى الوقوف على ( إلا الله ) يكون المراد بالمتشابه المطلق ، وعلى الوصل ( إلا الله والراسخون في العلم ) يكون المراد بالمتشابه المتشابه النسبي ، وللسلف في ذلك قولان :

القول الأول : الوقف على ( إلا الله ) ، وعليه أكثر السلف ، وعلى هذا ، فالمراد بالمتشابه المتشابه المطلق الذي لا يعلمه إلا الله ، وذلك مثل كيفية وحقائق صفات الله ، وحقائق ما أخبر الله به من نعيم الجنة وعذاب النار ، قال الله تعالى في نعيم الجنة : { فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين } [ السجدة : 17 ] ، أي : لا تعلم حقائق ذلك ، ولذلك قال ابن عباس : " ليس في الجنة شيء مما في الدنيا إلا الأسماء ".

والقول الثاني : الوصل ، فيقرأ : ( إلا الله والراسخون في العلم ) ، وعلى هذا، فالمراد بالمتشابه المتشابه النسبي ، وهذا يعلمه الراسخون في العلم ويكون عند غيرهم متشابهاً ، ولهذا يروي عن ابن عباس ، أنه قال : " أنا من الراسخين في العلم الذي يعلمون تأويله " (1). ولم يقل هذا مدحاً لنفسه أو ثناء عليها ، ولكن ليعلم الناس أنه ليس في كتاب الله شيء لا يعرف معناه ، فالقرآن معانيه بينة ، لكن بعض القرآن يشتبه على ناس دون آخرين حتى العلماء الراسخون في العلم يختلفون في معنى القرآن ، وهذا يدل على أنه خفي على بعضهم ، والصواب بلا شك مع أحدهم إذا كان اختلافهم اختلاف تضاد لا تنوع ، أما إذا كانت الآية تحتمل المعنيين جميعاً بلا منافاة ولا مرجح لأحدهما ، فإنها تحمل عليهما جميعاً .

وبعض أهل العلم يظنون أن في القرآن ما لا يمكن الوصول إلى معناه ، فيكون من المتشابه المطلق ، ويحملون آيات الصفات على ذلك ، وهذا من الخطأ العظيم ، إذ ليس من المعقول أن يقول الله تعالى : { كتاب أنزلناه مبارك ليدبروا آياته } [ ص: 29] ، ثم تستثني الصفات وهي أعظم وأشرف موضوعاً وأكثر من آيات الأحكام ، ولو قلنا بهذا القول ، لكان مقتضاه أن أشرف ما في القرآن موضوعاً يكون خفياً ، ويكون معنى قوله تعالى : ( ليدبوا آياته ) ، أي : آيات الأحكام فقط ، وهذا غير معقول ، بل جميع القرآن يفهم معناه ، إذا لا يمكن أن تكون هذه الأمة من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى آخرها لا تفهم معني القرآن ، وعلي رأيهم يكون الرسول - صلى الله عليه وسلم - وأبو بكر وعمر وجميع الصحابة يقرؤون آيات الصفات وهم لا يفهمون معناها ، بل هي عندهم بمنزلة الحروف الهجائية أ ، ب ، ت .. والصواب أنه ليس في القرآن شيء متشابه على جميع الناس من حيث المعنى ، ولكن الخطأ في الفهم .

فقد يقصر الفهم عن إدراك المعني أو يفهمه على معنى خطأ ، وأما بالنسبة للحقائق ، فما أخبر الله به من أمر الغيب ، فمتشابه على جميع الناس .القول المفيد على كتاب التوحيد [2 /138]بتصرف.

فوائد هامة :

1- كيف تعامل المجدد رحمه الله مع هذه القضية الحساسة بمنتهى الحكمة دون أن يناصب علماء عصره العداء مع إدراكه أن أغلبهم أشاعرة،لذا كانت التعامل بهذ الصورة السامقة.

2- هنا لفتة مهمة وهى ترتيب المهام وأولويات فالذى يموت وهو يعتقد في قبر أو وثن يموت كافرا مشركا،وأما الذى يموت على معتقد الأشاعرة أو الماتردية ندعو الله عز وجل له بالرحمه ولا زال أهل العلم يدعون للعلماء السابقين بالرحمة والمغفرة عن زلات من مثل ذلك.

3- مدى قراءة الإمام المجدد رحمه الله لواقعه وعصره،وكيفية استدلاله على علماء عصره ومحجاتهم في أكبر القضايا وهى توحيد القصد والإرادة (العبادة -الألوهية)،سواء كان نقضه لأوثان العبادة كالدعاء والنذر والطواف وغيرها أنظر (باب ما جاء في التغليظ فيمن عبد الله عند قبر رجل صالح فكيف إذا عبده - باب ما جاء في أن الغلو في قبور الصالحين يصيرها أوثانا تعبد من دون الله- فهل نسكت عمن يعبد هذه الأوثان،ونسكت عمن يُواليهم ومن يدافع عنها ويتخذهم أعوانا بل يدفع بهم لضرب دعاة التوحيد - أنظر الصلات الآثمة بين الغرب والتصوف،وبين التصوف والطواغيت)،أو هدمه أوثان العبادة في الحكم بغير ما أنزل الله،وتحاكمهم إلي التقاليد والعادة وكل ما خالف شرع الله أنظر (باب من أطاع العلماء والأمراء في تحريم ما أحل الله أو تحليل ما حرمه فقد اتخذهم أربابا من دون الله)- فما بالنا بأحكام الكفار فرنسية كانت أو إنجليزية ألا يكفي تنحية الشريعة ومشابهة الكفار،فضاع الشرع ،وضاعت معانى الولاء والبراء.

4- سؤال لماذا كل هذه الجهود المبذولة للرد على الأشاعرة والماتردية ؟!،وترك القضية التي يمكن أن تكون سببًا لدعوة هؤلاء،واستجابتهم لدعوة التوحيد ألا وهي نقاء التوحيد والتعبد لله بمقتضى أسمائه وصفاته،وإبراز قضية توحيد العبادة والإلحاح على ذلك،وجعل ذلك استراتيجة للمواجهة كما هو الحال في دعوة الرسل عليهم السلام ،ثم إذا هدمنا هذه الأوثان يسهل إن شاء الله تلقى المنهج كاملا.

5- الملاحظ أن هذه القضايا الكثيرة المتناثرة أثرت على جهود الجميع بل عصفت بأحلام الكثيرين،لو ركزنا على تطهير مساجدنا من البدع الشركية والبدع الطرقية وغيرها،لكان هذا سببا وسبيلا إلي صلاح الأرض كلها ،إن الله عز وجل يغار أن تنتهك محارمه،فما بالنا بالشرك يقع في أحب البقاع إليه في بيوته،لابد وأن يرتعد بدنك،ويرتجف قلبك،وتدمع عينك،وأنت ترى بيوت الله، ومنائر التوحيد قد صارت إلي ما ترى وتعرف.

6- التركيز في التعامل مع آيات وأحاديث الصفات يكون على الجانب التعبدي ،لأن الكثير من عموم أهل الإسلام لا يعرف من هم الأشاعرة ولاالماتردية،فضلا عن المعتزلة وغيرهم،وتغليب التفقه في الأسماء ليس معناه الإمعان في تدريس الإختلاف،وثم لو تذكرنا التعريج على المسائل التعبدية وإنا لله وإنا إليه راجعون.

7- تنبيه مهم : المقصود بذلك أن ينتبه الدعاة والعلماء في الدول والتجمعات ذات الإتجاه الصوفي والقبوري إلي القضايا الكلية وتوجيه الناس إليها ،وسؤال هل أفرد شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب مسئلة الصفات الإلهية بمصنف خاص ؟ولست أتكلم على علماء نجد قاطبة بل حديث على مهد الدعوة وبدايتها ومقصدي تصانيف الإمام المجدد الذى حارب الوثنية والقبورية ،وما أظنه إلا من عظيم فقه الأولويات عنده رحمه الله تعالى

الأحد، 20 يونيو 2010

مختارات (2)

مختارات

القراءة

صدق ربي القائل (ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ (1)) [القلم/1]

الذى أنزل على نبيه صلى الله عليه وسلم أول ما أنزل( اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1)) [العلق/1]

o قالوا: المدرسة تعطيك مفتاح العلم (ففيها تتعلم القراءة)،والقراءة تعطيك العلم نفسه.

o (القراءة تمد العقل بمادة المعرفة ....،ولكن التفكير هو الذي يجعل ما نقرؤه ملكا خاصا لنا) جون لوك

o (كل ما فعلته البشرية، أو فكرت فيه،أو ربحته أو كانته يرقد بين صفحات الكتب محافظا عليه كأنما بواسطة يد سحرية) توماس كارلايل

o (هناك كتب تستحق أن يذوقها القارئ ،وكتب تستحق أن يلتهمها،وكتب تستحق أن تمضغ وتهضم) فرنسيس بيكون.

o (الكتب هى ثروة الدنيا المخبوة،وميراث الأجيال والشعوب)هنرى دافيدتوور

o (الكتاب الجيد مثل دم الحياة الثمين لأرواح علوية،محفوظ ومخبوء خصيصا من أجل حياة أخرى وراء الحياة)جون ميلتون.

مختارات (1)

مختارات

قالوا قديما : إختيار الرجل جزء من عقله يدل على تخلقه وفضله؛ لذا كانت هذا المختارات:

o قال الحسن البصري رحمه الله : جعل الله الدين بين لائين :=لا تطغوا = ولا تركنوا في قوله تعالى ( فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَنْ تَابَ مَعَكَ وَلَا تَطْغَوْا إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (112) وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ (113)) [هود/112، 113]

o قال بعض السلف : (إن قدم الإسلام لا تثبت إلا على قنطرة التسليم).

o (ليس العبرة بكثرة الأتباع ،ولكن العبرة بمحض الإتباع).

o قال شيخ الإسلام رحمه الله تعالى( العلم إما نقل مصدق ،وإما استدلال محقق).

الأربعاء، 16 يونيو 2010

سقط

سقط

في بحار الكلم سقط ألف ألف

ولم يبق سوى حرف

وبقي من بقى بلا حروف

ولكن قد أدرك الكل الحتوف

أقتلونا

أقتلونا

أقتلونا واذهبوا عنا بعيدا

فيوم قتلنا عيدا

لأن أرواحنا ستركض عنكم بعيدا

وعيوننا ستستريح لأن مرأكم بغيضا

وأسماعنا ستستريح لأن كلامكم نهيقا

ماذا تبقى؟

ماذا تبقى؟

مات الأمل وبُذر بذر الإياس

ذهب القمر وطل ظل الداماس

قام العلج يجر أذيال الدناس

يمقت الطهر لأنه رجس نجاس

زل قام هام ظل ..عاد بالأرجاس

وحبست في الصدر أنفاس

أنفاس قهر ذل وضياع والتباس

ماذا تبقى لنا مروءة أم إحساس؟.

قصاصة على هامش النهضة

التحليل ...أين الخلل؟!

هذه قصاصة لا موضوعية، في أشد الموضوعات الموضوعية سخونة،منذ جمال الدين الأسدابادي وتلميذه الشيخ محمد عبده رائد النهضة في مصر،مرورًا بكافة رموز النهضة إلي رواد العصرانة في مجتمعاتنا المعاصرة،إن الناظر إلي النهضة من منظورها الغربي لا يرى سوى مخبر،وقنينة،وفكر معملي (تجريبي) مجرد،أو آلة حديدية تستطيع أن تنتج المئات من العبوات الجاهزة التسويق ذات الغلاف المبهر في لحظة،أو مع ضغطة زر،أو هذه التقنيات التي وصلوا بها إلي الفضاء،أو مستويات الذكاء الصناعي المستخدم في الشركات الكبرى،وهذه الطفرة العالية علي كافة المستويات الطبية والهندسية والفضائية............وغيرها.

ويستولى على المحلل والناقد والمفكر النهضوي التحليل العلمي العملي. متى وكيف نصل إلي هذه المستويات من العلم والمعرفة ؟ ويسيطر عليه في تحليله النظر إلى الإمكانيات،والفرص المتاحة،ويستطيل في حلمه بحلوله السامقة،والتي لا تقوم إلا على مقدرات الدول والنظم السياسة الكبرى،بالحديث عن تغيير علمي عملي من خلال الشخوص والذوات (وهذا حق....ولكن كيف؟!)،فيُبدأ بالحديث عن قيمة الإدارة والتدريب،من إدارة الذات إلي إدارة الذوات (أقصد التعامل مع الآخرين). تسمع وتستمع تجد الحلول السحرية،والأدوات الكفاية،والطرق الميسرة لكافة مشاكلنا،ومن ثَم يبكي على المستويات الاستهلاكية العالية في مجتمعاتنا الإسلامية مع ضعفنا الإنتاجي و(واأسفاه على ملابسه الأمريكية أو الأوربية...أو حتى الصينية ولا يغرنّك كونه شِماغًا على قلنسوة ولا أبيضض ياقة الثوب العربي المحلي الصنع بأيدي عربية...زعموا،وسيارته اليابانية أو الألمانية،وما خفي كان أعظم!،وأخشى ما أخشاه أن يكون من هواة الأكلات السريعة....أسف إني أمزح فحسب...واعجباه على غاندي وملابسه ذات التصنيع المحلي وعنزته وعكازه .... ولكأني أتذكر د/ عبد الوهاب المسيري رحمه الله وهو يدعونا لمقاطعة بيوت الأزياء ومصانعها الغربية كانت أو شرقية التي تَحكَّمت في أذواقنا،والعودة إلي شراء قطعة القماش بأيدينا واختيار التفصيلة المناسبة لظروفنا وبيئتنا ،وحياكتها عند الخياط المحلي البسيط الذي كادت مهنته تندثر من الحيتان الكبرى من مستوردين وأصحاب مصانع الكبرى للملابس الجاهزة) .

والغريب والعجيب أن هذه النظرة قَزّمت ذواتنا أمام قاماتنا ،وأهملت قيمتنا،وهي المتحدثة بلسان العلم والمعرفة ،فما العلم المعرفة عندها؟!إلا الإنتاج القائم على هذا العلم والمعرفة المتقدمة تلك ،إذ الكلام ليس إلا على مستوى إنتاجية محددة سلفًا ، وهى المستوى الإنتاجي الغربي بالنسبة للمستوى الإنتاجي الإسلامي أو العربي إن صح التعبير.

فالفخ هو التحليل الإنتاجي فقيمتي قيمة ما ينتجه شخصي ومجتمعي ، بغض النظر عن القيمة الإنسانية. حتى عندما يتناول أحداهم تاريخنا الإسلامي يتجه إلي المنجزات المادية(الإنتاجية) التي يطلقون عليها حضارية. فحديثه يتجه نحو الخوارزمي([1])

والبتاني الرقي([2])،وابن سينا([3]).

وابن النفيس ([4])،

وابن الهيثم ([5])، حتى إذا تناول أحد عظمائنا من الفقهاء كالشافعي ينظر إلي على أنه أول فيلسوف لكونه واضع أصول الفقه فهو في نظره إنتاجًا فكريًا،وإذا تكلم عن ابن تيمية فعن ابن تيمية أخر لا نعرفه نحن فهو لا يري فيه إلا المفكر الناقد....فهو أيضا نتاجًا فكريًا،ويفصلهما عن حياتهما اليومية التي كانا يعيشها كل واحد منهما فكلاهما كان يقنت ويعبد ربه بالصلاة والذكر والتبتل والأمر بالمعروف والنهى عن المنكر.

وهذا التحليل له أسبابه ومبرراته :

- الهزيمة النفسية بالنسبة للرواد الأوائل للنهضة،الذين عاصروا الهزيمة،والاحتلال الغربي،وشدهم التقدم الأبيض.

- الثورات والتغييرات السياسة التي أعقبها خروج الاحتلال،والأمنيات السعيدة من تقديم مشاريع نهضوية إلي هذه الحكومات التي أردت احتواء المفكرين ودعاة النهضة واستهلاكهم،بعيد عن الزخم الإسلامي،بل وعزلهم عن واقعهم الإسلامي (منظمة المؤتمر الإسلامي نموذجًا – استيلاء تلك الحكومات علي المنابع الإسلامية الأصيلة الأزهر،ووزارات الأوقاف نموذجًا ).

- النهم الاستهلاكي الذي يُوخم به مجتمعنا،بل صار قيمة الإنسان في مجتمعاتنا بحسب كمه الاستهلاكي،سوء ما تملكه أو ما تستطع تملكه. فالقيمة تحددها البزة ونوع الأحذية(أكرمكم الله)التي تلبسها،فضلاً عن السكني ونوع السيارة ......والعلامات التجارية المشهورة التي تستهلكها.

- النظرة التاريخية إلي المنجزات بعزلها عن الملابسات التي ألمت بها، كأن الإنجاز شيء يُسْتَنبت في الهواء،ولا قيمة لإنسان قام به من حيث هو إنسان،وظروف نشأته،والتربة العلمية المحيطة،ثم حاجة مجتمعه،واهتمام المجتمع به،واحتفائه بمنجزاته،ثُم هو يعبد ربه بهذا العمل،وذلك الإنتاج،والصورة الموجودة الحالية في مجتمعاتنا الإسلامية،عكس ذلك فلا داعي للحديث عن مأرب شخصية(وهي ما أفرزه النمط النهم الاستهلاكي)،ولكن عند حديثنا عن دور المجتمع ينصب كلام رواد النهضة على الكلام العام ، نريد كذا لصنع كذا وكذا وكذا،وهنا يختفي الحديث عن الآليات،أو إلقاء الكلام العام ، فالمفكر النهضوي لا يريد أن يستعدي أحدًا فلا يتكلم عن دور أحد سويّ أنا المسكين الذي ألهتني لقمة العيش . فأنا المسكين الذي استهلك،وأنا المسكين الذي لا ينتج، وأنا المسكين الذي يأكل من عمل يده.

- إذاً النتيجة هي اختزال المسلمين في كلمة مجتمع استهلاكي.بكل ما يحتويه محتوى الاستهلاك،ومع يستتبع ذلك من ضعف علمي وعملي، وعن الضعف الديني والأخلاقي حدث ولا حرج.

- واختزال الغرب في كلمة مجتمع منتج.بكل ما يحتويه معني منتج من قيم ، إبداعية وحقوقية وحدثنا عن أخلاق التقدم الأبيض ولا تنس شوارعهم النظيفة ومدنهم الساحرة،وما يستتبع ذلك من جماليات وذوقية لا تكاد تجد لها مثيل.

عفواً .....على هذا الاختزال

- اختزال المجتمع الإسلامي في كلمة استهلاكي ...حق ولكن هناك وجه للحقيقة لم نره:

§ لمن نحن سوق استهلاكية؟! أليس للدول المنتجة أصحاب المصالح والشركات متعددة الجنسيات (لن أتكلم عن احتلالهم لنا ونهبهم ثرواتنا ،ولا تسليطهم الأذناب فوق رؤوسنا، حتى لا تقول عليّ أنني مؤمن بنظرية المؤامرة ،وحقيقة أنا على يقين بأنها مؤامرة ) .

§ أليس الاستهلاك أمر طبيعي ، سوء في الشرق أما في الغرب،ولكن القضية هو ترويض الاستهلاك أو بالأحرى ترشيده،أو بمعنى أدق أنني لا أريد أن نصعد القمر ،ولا ذلكم الذكاء الاصطناعي ولا هذه ولا تلك ولست ضدها ، ولكنى أريد أن أكل القليل من الفول المزروع في أرض أخوال أمي في الفلاحين،ودمسه عم حمزة الفوال،وخضر من السوق القريب من بيتي المزروع في الأرض المجاورة لأرض الفول تلك ،وأن ألبس من منتجات الشركة الأهلية للأقطان ....تلكم الأثواب البسيطة الجميلة،وهكذا في بقية استهلاكي أريده عادية غير استفزازي،لا استفزاز في المعروضات وإغراءات الاستهلاك المستمرة عن الهدايا الكاذبة،أو بُنيات الفيديو كليب الإعلاني وهن يعلنّ عن علبة السمن المهدرجة وقد خلعن رداء الحشمة كي يقلين البيض الذي استوي من حرارة أجسادهن.

§ الأمر الهام هو مجابهة النفس بحقيقة زوال الدنيا،وتخفيف الاستهلاك بنمط جديد، يذكرنا بالطراز الرباني الذي إذا وجد شكر ،وإذا فقد صبر،وهو عابد لله عز وجل في سراءه وضراءه، وتربية النفس على ذلك،فالترك عندنا عبادة،كما أن الأخذ عبادة وسوف نذكر هذه بالتفصيل.

§ أما الحقيقة الأخرى أن المجتمع الغربي منتج على حساب من؟! على حساب القيمة الأخلاقية فيما بينهم،وعلى حساب الإنسانية في المجتمع الإنساني ككل،أخبروني عن الألبان الملوثة أبان تشيرنوبل أين ذهبت؟! كميات القمح الفاسد بالسوس وخلافه التي تقدم كمعونة للفقراء أخبروني من أين تأتي؟ هذا بالنسبة للجانب الإنساني للغرب فيما يزعمون . نهيك بالحروب وإشعالها وتجارة الأسلحة وترويجها،واستعباد الإنسان واستغلال ضرورته في أقدم المهن البشرية على حد زعمهم، ومخزيهم في احتلالهم أفغانستان والعراق (سجن أبو غريب نموذجاً)،والشيشان وما يذوقه أهله ، هذا فضلاً عن عار الليل والنهار في مدفن مخازيهم في فلسطين المحتلة فمن أجل حلاً لمشاكلهم صدروها لنا،فمن الذي زرع اليهود في بلادنا أليس الدول المنتجة؟! ومن يدفع ويدافع عنهم في المحافل الدولية؟!أليس الدول المنتجة؟!،أليس هذا جزء يتلهى البعض عن ذكره من التقدم الغربي .وعجبًا لقبحٍ يرفل به صاحبه متعاليًا على الجمال.

§ هناك ما يُسمى بالتهويل العلمي، اسمحوا لي نعم،التهويل العلمي القائم على النظريات التي تصدر إلينا،والتهاويل العلمي لما يسمى منجزات –(وما خبر الاستوديوهات التي تم فيها تزوير أقصد تصوير الصعود إلي القمر ببعيد واسألوا إن شئتم دونالد رامس فيلد).وحدث ولا حرج عن الأفلام المنتجة في هذه المجال،والتي تعطي صورة علمية للفرضية النظرية وتشعر من يكثر المشاهدة بالعجز والهزيمة النفسية،فما الغرض من صعود القمر واكتشاف المريخ،والأبحاث التي لا تعنى إلا بالترف المعملي،فيصدرون لنا هذه الأشياء،ويمنعوا عنا الدواء عن الأدواء التي سببتها مصانعهم وأبحاثهم،ويمعنوا التقنية الحديثة التي وصلوا إليها فلا تصلنا إلي بعد مرور الخمس العجاف التي نصت الاتفاقية المبرمة بين الغرب واليابان عليها، وفي نفس اللحظة هم يستنفدون كل مدخرات كوكبنا الطبيعية ويعملون على تدميرها،ولا يمنع أن تُدفن النفايات النووية في الحظيرة الإفريقية أو اللاتينية أو الإسلامية.فتصدير الأمراض وأسبابها أمر سهل أما العلاج والدواء فأمر يقبل المساومة لمن يدفع أكثر. وكل هذا وذاك يدفعنا للحديث عن النهضة من منظور أخر،أو من منظور جديد. ...........................وهذا موضوعنا القادم بمشيئة الله تعالى.



([1]) أبو عبد الله محمد بن موسى الخوارزمي عالم رياضيات و فلك و جغرافيا ، ولد في خوارزم سنة 780 ، اتصل بالخليفة العباسي المأمون وعمل في بيت الحكمة في بغداد وكسب ثقة الخليفة إذ ولاه المأمون بيت الحكمة كما عهد إليه برسم خارطة للأرض عمل فيها أكثر 70 جغرافيا، وقبل وفاته في 850م/232 هـ كان الخوازرمي قد ترك العديد من المؤلفات في علوم الفلك والجغرافيا من أهمها كتاب الجبر والمقابلة الذي يعد أهم كتبه وقد ترجم الكتاب إلى اللغة اللاتينية في سنة 1135م وقد دخلت على إثر ذلك كلمات مثل الجبر Algebra والصفر Zero إلى اللغات اللاتينية.كما ضمت مؤلفات الخوارزمي كتاب الجمع والتفريق في الحساب الهندي ، وكتاب رسم الربع المعمور ، وكتاب تقويم البلدان ، وكتاب العمل بالأسطرلاب ، و كتاب "صورة الأرض " الذي اعتمد فيه على كتاب المجسطي لبطليموس مع إضافات وشروح وتعليقات ، وأعاد كتابة كتاب الفلك الهندي المعروف باسم "السند هند الكبير" الذي ترجم إلى العربية زمن الخليفة المنصور قأعاد الخوارزمي كتابته وأضاف إليه وسمي كتابه "السند هند الصغير".وقد عرض في كتابه (حساب الجبر والمقابلة) أو (الجبر) أول حل منهجي للمعادلات الخطية والتربيعية. ويعتبر مؤسس علم الجبر ، {1/ اللقب الذي يتقاسمه مع {2ديوفانتس. في القرن الثاني عشر، قدمت ترجمات اللاتينية عن حسابه على الأرقام الهندية، النظام العشري إلى العالم الغربي. نقح الخوارزمي كتاب الجغرافيا لكلاوديوس بطليموس وكتب في علم الفلك والتنجيم.كان لاسهاماته تأثير كبير على اللغة. "فالجبر"، هو أحد من اثنين من العمليات التي استخدمهم في حل المعادلات التربيعية. في الإنجليزية كلمة Algorism و algorithm تنبعان من Algoritmi ، الشكل اللاتيني لاسمه. واسمه هو أصل الكلمة أسبانية guarismo والبرتغالية algarismo وهما الاثنان بمعنى رقم.

([2]) - محمد بن جابر بن سنان البتاني وقيل البتاني الكردي(850 - 929) عالم فلكي سوري ولد في مدينة بتان من مناطق الاكراد الواقعة على نهر الفرات في سوريا، يعد من أعظم فلكيي العالم، إذ وضع في هذا الميدان نظريات مهمة، كما له نظريات في علمي الجبر وحساب المثلثات، وتخليدا لذكراه تم إطلاق اسمه على إحدى مناطق القمر كما تم إدراجه ضمن أعظم الفلكيين عبر العصور. ( البتاني الرقي أحد الفلكيين العشرين الأوائل في العالم قال العالم لالاند الفرنسي : (البتاني أحد الفلكيين العشرين الأوائل في العالم)

([3]) -( ابن سينا هو أبو علي الحسين بن عبد الله بن الحسن بن علي بن سينا، عالم مسلم اشتهر بالطب والفلسفة واشتغل بهما. ولد في قرية (أفشنة) بالقرب من بخارى (في أوزبكستان حاليا) من أب من مدينة بلخ (في أفغانستان حاليا) و أم قروية سنة 370هـ (980م) وتوفي في مدينة همدان (في إيران حاليا) سنة 427هـ (1037م). عرف باسم الشيخ الرئيس وسماه الغربيون بأمير الأطباء و أبو الطب الحديث. وقد ألّف 200 كتاب في مواضيع مختلفة، العديد منها يركّز على الفلسفة والطب. إن ابن سينا هو من أول من كتب عن الطبّ في العالم ولقد اتبع نهج أو أسلوب أبقراط و جالينوس. وأشهر أعماله كتاب الشفاء وكتاب القانون في الطب . يقول البروفسور جورج سارطون " ابن سينا أعظم علماء الإسلام ومن أشهر مشاهير العالميين " ويقول أيضاً " إن فكر ابن سينا يمثل المثل الأعلى للفلسفة في القرون الوسطى ))و يقول الدكتور خير الله في كتابه القيم الطب العربي " ويصعب علينا في هذا العصر أن نضيف شيئاً جديداًإلي وصف ابن سينا لأعراض حصى المثانة السريرية " و يقول السير ويليم أوسلر يقول عن كتاب القانون لابن سينا " إنه كان الإنجيل الطبي لأطول فترة من الزمن " و يقول أوبرفيك يقول عن ابن سينا " ولقد كانت قيمته قيمة مفكر ملأ عصره ... وكان من كبار عظماء الإنسانية على الإطلاق )

([4]) -( أبو الحسن علاء الدين علي بن أبي الحرم القَرشي الدمشقي الملقب بابن النفيس ويعرف أحياناً بالقَرَشي بفتح القاف والراء نسبة إلى بلدة (القرَش) التي تقع بقرب دمشق . (607هـ/1213م، دمشق - 687هـ/1288 م) هو عالم وطبيب عربي مسلم، له مساهمات كثيرة في تطور الطب، ويعد مكتشف الدورة الدموية الصغرى ويعتبر من رواد علم وظائف الأعضاء في الإنسان، حيث وضع نظريات يعتمد عليها العلماء إلى الآن. عين رئيس أطباء مصر. ويعتبره كثيرون أعظم شخصية طبية في القرن السابع الهجري.ومن إسهاماته رحمه الله صاغ آراءه وأفكاره العلمية واكتشافاته بلغة علمية رصينة وله في اللغة والنحو مؤلفات. وفي مجال الطب و الصيدلة عرف الدورة الدموية الصغرى والكبرى وقدم نظرية في كيفية الإبصار ودور الدماغ في الإدراك البصري وصاغ المعارف الطبية والصيدلية صياغتها التامة في كتابه الشامل وتوصل للعديد من الطرق العلاجية المبتكرة في عصره ووصل لحقائق تشريحية دقيقة في أجزاء الجسم الإنساني وصور حدود المنهج التجريبي أدق تصوير.)

([5]) -(محمد بن الحسن بن الحسن بن الهيثم أبو علي البصري 965-1039، لقب بالبصري نسبة إلى مدينة البصرة. ابن الهيثم هو عالم عربي في الرياضيات و البصريات والهندسة له العديد من المؤلفات والمكتشفات العلمية التي أكدها العلم الحديث.،وهو رحمه الله صاحب السبق فيه هو ابن الهيثم، وقد وضع أسس هذا العلم في كتابه المناظر. وقد ألف هذا الكتاب عام 411هـ/ 1021م، وفيه استثمر خبرته الطبية، وتجاربه العلمية، فتوصل فيه إلى نتائج وضعته على قمة عالية في المجال العلمي، وصار بها أحد المؤسسين لعلوم غيّرت من نظرة العلماء لأمور كثيرة في هذا المجال حتى لقبه العلماء ( أمير النور ).،وهذا غير إسهاماته في الميكانيكا والفيزياء والفلك والطب).

ما التواضع؟

ما التواضع ؟!

سألني سائل عن التواضع ، قائلا ما التواضع شيخنا وأوجز؟
فقلت : في نفسي سؤال لذليل في الكبر طامع ،
أما متردٍ من آفاق الصبح ساطع ،
لست ( اقرأها إن شئت لستَ ، أو لستُ ) في زى التكبر مرتاع وساه.
أو كأني بي وبك بخضوع الأمس قانع.
الذليل ابن الذليل ،
والحقير ابن الحقير ،
العبيد والإماء ،
والسبايا والجواري ،
والسواهى والدواهي ،
لا تبالي ،
كلنا أنباء عشق لأهواء الملوك ،
أو قل أبناء عتق لذلك المملوك ،
يمن عليك حينًا بالحياة أو بالممات ،
أو بالكلام أو بالسكوت
ونسى أو تناسى أنه ميت الأحياء، يحمل البلايا للمنايا
فالكل يمجدونه بالنهار ،
ويمدحونه بالجهار ،
واللعنات لا تصب عليه إلا في الليالي الطوال ،
أو قرب أذان فجر... في وقت سحر
يُسمع فيه نداء كل ضارع.
يرفع الكف خاشع.
أسف بُني قد قلت أوجز في التواضع .. فأسهبت على الكبر والتعالي والذل والخضوع في تلك المواضع
قد أيقظت وقلبت المواجع،
التواضع : قبولك الحق من كآفة الخلق ،
ولين الجنب لهم ،والرفق بهم.
ببسط الكف بالبذل والعطاء ولو كنت معدمًا ،وكف اللسان إلا بجميل الكلام ولو كنت ناصحًا
))

وهذا يا بُني صيد خاطر ... من تلكم القصاصات والخواطر