الأربعاء، 28 ديسمبر 2011

علمنى التاريخ


علمنى التاريخ
علمنى التاريخ أنه يُكتب عن الملوك لا عن المملوك.
علمنى التاريخ أن الناس فيه مجرد كمبارس
أو كعمال التراحيل بلا عقد ولا نقد.
فلا تُكتب أسمائهم على الحوائط أو أفيشات المشاهد
أو يُصرف لهم معاش إن أحدهم عاش،
وإن مَرِضَ فلا يقرب الإنعاش
فقد أرفقوا في مهده للحده أوراقه كلها
شهادة الميلاد بالوفاة
وشهادة التطعيم منذ كان صغيرا بشهادة التعليم
وشهادة التجنيد بشهادة التعين أقصد التعبيد
ثم أكتشفوا أن وجوده كذبة
فشهادة ميلاده مزورة
لم يُثْبَتْ عليها تاريخ وخاتم النسر لأن يومها نسى الموظف ذلك
لذا استثناءهم التاريخ فلم يذكرهم
كذلك
فالناس في تاريخنا ديكورات بالية في أرض المهالك.
فلا تُعرف لحياتهم قيمة فهم فيها هوالك
ولا تُعرف قبورهم حتى بالشواهدِ
يأتي عليهم بالجشع ألف عادٍ بالمراقص والنوادي.
وعلمنى التاريخ أيضاً أنه يُكتب للملوك والممالك.
فللأرض عندنا الف قيمة ولزارعها الحسرة واللطيمة
لا تأكل من زرعك فالأرض ومن فيها والممالك
للسلطان وأهله وحاشيته وجاريته.......ومثل ذلك
من تكون حتى تسلك تلك المسالك.
أنسيت...!
من تكون ...ما أنت إلا شيئ من الأشياء
قد أصبح عبيد الأرض سادة على الأشقياء
فلا ترنو ببصرك إلى السماء
فليس لك سوى الجفاء
ولا ترفع رأسك إلى العلياء
فقلت: لما كل هذا الهجاء؟
قال:منذ غابر الأزمان في الخنا سادر ...أمع الأغبياء؟
للضعف مستلم وأن سُئلت؟! قلت: صابر ...أهذا البلاء؟
تمده بدمك حتى تمدى إلى عرضك عابر...أستمرأت البغاء؟
فلا تحرك جنانك لما تجسرت اليد الشلاء
ولا مددت السيف تسفك دم الجبنلاء
علمنى
التاريخ أيضا أن الذى يكتبه ربيب الملوك .
ولو تجسر مملوك
وكتب فإنه سيكتبه لاسم الملوك.
في القديم أمروا بالأهرامات
فبنيت ليمجدوا أسمائهم والمسميات
لا أدرى لما سميت الأهرامات
بالأهرامات
ولكن هذا أدق وصف لحالنا
فمن عاش ذليلًا بالقهر
مات
يأكل نفسه غيظا ويموت كمدا
ويختلف الورثة على من يسدد مصاريف الممات
وضريبة الأموات لأنه سيدفن في أرض الحُمَاة
ملوكنا أمرائنا رؤسائنا عسكرنا والسيدات
لا أدرى ما خطب عسكرنا والآنسات؟
أهى وصفة قديمة قدم تاريخنا المملوء بالعاهات
أن الذى يحمى يبتدينا بالويلات
وعلمنى التاريخ أيضا أنه يُكتب بالدماء يا معشر الأغبياء.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق