السبت، 25 ديسمبر 2010

خاطرة في الإخلاص وأمراض القلب

خاطرة في الإخلاص وأمراض القلب

الحمد لله مقلب القلوب،الرقيب على اللواحظ والغيوب،والمطلع على ما فيها من خلل وعيوب،المخلص قلوب أولياءه من وساوس الكذوب،الحافظ لنفوسهم من فاسد الواردات ومقارفة الذنوب،والصلاة والسلام على طبيب النفوس والقلوب،فالصلاة عليه دواء،واتباع سنته شفاء،وعلى آله وصحبه الكرام أصحاء النفوس وسليمى القلوب...وبعد

سؤال طرأ علي وأنا أتأمل أحوالنا لماذا لا يخطر ببالنا حديث الإخلاص ،ومتابعة تقلب القلوب وأحوالها،وتخليص النفوس من العجب والرياء؟!

بل لماذا لم يتأتَ علينا وقت نفكر فيه ....وإن فكر فيه أحد أطلق لفكره العنان,ويقل لنفسه إن إخلاصه من البديهيات التى لا يُسئل عنه فضلا من أن يتهم في إخلاصه.

بل إن أحدنا لا تستوفقه إشارات أو ومضات ولا أقول أفكار ليتحدث عنها.... أليس غريب ذلك مع أهمية الموضوع .

بشيئ من التأمل وجدت ما يلي:

1- ما زالنا نحاول التخلص من الذنوب كبيرها وصغيرها...بل ونفشل في كثير من الأحيان أن نخرج ونتوب إلى الله عزوجل من هذه الذنوب ،فشغلنا بها منعنا من حديث الإخلاص.

2- الإخلاص يكون في الأعمال الصالحة ونحن قليلو الأعمال وإن أعمالنا في وسط الناس أو الأعمال الجماعية – بل ربما أحدنا عمله مع الناس وفي الناس – وأقصد بذلك الواجبات من صلاة وصيام وحج لا أكثر فهو لا زال يجاهد نفسه للقيام ببعض هذه الواجبات على الوجه الأكمل ويرى نفسه في تقصير شديد لذا خاطر الإخلاص بعيد المنال في نفسه وذاته .

3- قضايا القلوب وأمراضها وعلاجها – عندنا تهمة ينبغي أن نتبرأ منها-كيف هذا؟ أيستطيع أحدنا أن يقول أنا أشكو من الرياء وأن ينطق بها صراحة أنا مرائي،أو من العجب،أو أن يشكو من النفاق،أو ...أو...وغيرها وقد عقدت مقارنة بين أمراض القلوب وأمراض الأبدان

المقارنة

أمراض الأبدان

أمراض القلوب

إمكانية الشكوى

1- يستطع بل يرى كثير من الناس أنه من الواجب أن يتحدث لأي أحد بمرضه البدني.ولاحياء في ذلك ولا حرج.

2- الحديث عن أمراضه يستجلب الرأفة به والرحمة من مستمعيه.

3- سهولة تَفَقُد الإنسان لحاله وكذلك الناس.

1- التحدث بها تُهمة كل منا يبرئ نفسه منها فكيف يعلن أو حتى يشكو.

2- يخاف المتحدث من إخوانه أن يفروا منه أو ينفروا أو يكيل له التهم أو يعاريه بها.

3- صعوبة تفقد أحوال القلوب ،بل وصعوبة المواجهة بين الإنسان ونفسه فما بالك وغيره.

المعلومات والبيانات

كثرة المعلومات والبيانات عن كافة الأمراض وكثرة التخصصات سَهّل طرق الحصول على الأدوية والعلاجات في كل مجال.

قلة المعلومات بل تعمد

إخفائها ،وعدم معرفتها.

ولو علم ذلك كان في غيره لا فيه كما قالوا:تبصر القذة في عين أخيك ولا ترى الجذع في عينك.

أمور أخرى

1- وجود جامعات متخصصة لدراسات الأمراض.

2- وجود الأطباء والمشافي المتخصصة لكافة الأمراض على تنوعها.

3- وجود التخصاصات الدقيقة للمرض الواحد.

4- الاهتمام العام من الدول والمؤسسات المختصة بل هناك وزارة لهذا الشأن.

1- الفقر المعلوماتي أدى إلى الفقر في الاهتمام أقصد في التهم فمن منا يستطيع مواجهة طبيبه بذاك.

2- وأين هو الطبيب؟ هذا من التخصاصات التى لا تخرجها الجامعات ولا يهتم بها الاشخاص فضلا عن الدول والمؤسسات وليس هذا من يومنا ولكن منذ عصور الإسلام الأولى وأنظر إلى شكاوى العلماء أمثال ابن الجوزي في (تلبيس إبليس) والغزالي في (إحياء علوم الدين) وهذا أيام الدولة الإسلامية وعز الإسلام فما بالك في عصرنا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق