الأحد، 13 مارس 2011

حالة ثورية....الثوار

بيوت ثورية

- الشعار : سلمية....سلمية

- الميدان: الصالة الرئيسية - أمامك مباشرة عند دخولك من الباب -.

- النظام: الأب

- الثوار:الأولاد (أسمائهم مرفقة مع صورهم أمامه)

هكذا إتفق الثوار على أن يقوم بثورة على التسلط المنزلي،

والذي يشكله في نظرهم الأب المتربع على عرشه منذ نزولهم إلى كوكب الأرض؛

فهم لم يروا تداول السلطة منذ فتحوا أعينهم للدنيا بين شريكي الحكم،وما جرأ أحدهم أن يترشح،بل لم يأخذ النظام رأيهم في أي شيئ يخصهم، فقرروا النزول في الميدان.

وعلا هتافهم :

إعتصام ..إعتصام حتى يسقط النظام

إعتصام ..إعتصام حتى يسقط النظام

ولا يدري كيف استطاعوا تنظيم صفوفهم والإشكالية الكبرى لديه هو كيف تواصلوا مع أنه منع عنهم الإنترنت،وكل أدوات التواصل المعروفة كالهواتف النقالة وحتى إشارة مورس وهم لا يعرفون كيف يصفرون ؟!

والأدهى عبقرية المكان فهذا الميدان فسيح مفتوح يُسمعوا البعيد ويراهم القاصى الشريد

فالباب أوله فكل طارق يري ويسمع ما جرى

والنافذة في أخره فكل جار يلتقط بهاتفه النقال الحادث الجاري

وما هى إلا لحظات وينتشر الخبر إنتشار النار في الهشيم ،بل قل إنتشار الفيديو على الفيس بوك وتويتر أعاذ الله كل حاكم من شرهما وستر عنهما سوآته وسوء حكمه كما ستر خفى طويته عن أبناء شعبه وشيعته

بل وتتناقله وكالات الأنباء العربية والغربية

لا سيما القنوات العميلة التى تغض الطرف عن عوراتها ولا ترى سوى سوآت أخواتها القريبة

وكما قال ملك ملوك أفريقيا،وحكيم حكام العرب،وإمام المسلمين

((اللى بيته من زجاج ما يقذف الناس بالحجارة))

ولكن قطع التفكير عنه علو الهتافات التى وصلت إلى عنان السماء :

سلمية....سلمية

إعتصام ..إعتصام حتى يسقط النظام

إعتصام ..إعتصام حتى يسقط النظام

ولكن في خضم هذا تفقد الأب من معه فحمد الله عزوجل أن زوجه لم تكن طرفا في الحالة الثورية،بل هي إلى جواره في هذه اللحظات الحالكة

بل هي جزء من النظام السابق فالتغيير يشملها كما يشمله

ولكن ...لا يدري هل سيحاكم محاكمة عادلة ،أم سيعجل بتجريده من حق الدفاع عن نفسه،فقال في نفسه:سوف أحضر أوراق تبرئتي وما أدافع به عن زوجي

ولكنه :فجأ بإنضمام رفيقة دربه للميدان

وعلا الهتاف:

رؤوس النظام البائد تتساقط

سلمية....سلمية

إعتصام ..إعتصام حتى يسقط النظام

إعتصام ..إعتصام حتى يسقط النظام

فقال في نفسه : ما الخطأ يا ترى ؟!

وما هى طلباتكم ؟ ودعاهم إلى الحوار

فقالوا في صوت واحد: قد مضى زمن الحوار

وما هى طلباتكم إذن؟

قالوا بصوت واحد: سقوط النظام

وأي نظام لم يسقط؟! لقد سقط منذ الإعتصام

سقطت شرعية الأنظمة مذ قامت إذ لم تقم على شرعية أو شريعة

ولكن ...حالتي الثورية هذه مريعة

ماذا تريدون حقاً ؟ سقوط الشريعة

فأنا أبٌ ملأت قلبه المخاوف على الصِغار

حتى أدمن الذل والصَغار

فظل يفكر في اللقمة والثياب هل هذا عار؟!

ويحلم بغد أبناءه هذا طبيب وهذا مهندس وذا طيار

ووصلت من أجل ذلك الكد بالليل والنهار

لكى أراكم في غدٍ في عزة وانتصار

قالوا في صوت واحد:

فليسقط النظام ..... فليسقط النظام

الذي جعلك لا تعبأ بغير رغيفك

وتنسى حقك وتنسى تاريخك

وتخجل من نفسك وتتسربل بالصَغار

ثم تجعلنا حُجة فتستلذ العار

وتسقينا جرعات المرار

فننشأ على هذا الاعتبار

(طى طى) حتى تمر العواصف ...فنتلذذ بالخوار

فلا شيئ يجرح الكرامة .....إذا لا كرامة لحمار

يضرب ويضرب ويضرب ولا يقدم له اعتذار

لقد رضى أن يكون جيفة بالليل وهو من هو بالنهار

وإن سخط جمدوا عليقه وأوعده بالويل والشنار

وعن دينه فلا تسل فهو بديناه مدار

لا يدري أي يوم من الأيام صار

إلا الجمعة فهو يعرفه لأنه يوم راحة الصغار

فقال في نفسه :

صدق الصغار

فسارع إلى الميدان ، وانضم للثوار

ولكنه كعادته السلطوية غير الشعار:

فليسقط الحمار

فليسقط الحمار

فليسقط الحمار

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق